السلطة الصحية الفرنسية: "مستحيل" تحديد "التشخيص الزمني" للحياة في قانون المساعدة على الموت المقترح

السلطة الصحية الفرنسية: "مستحيل" تحديد "التشخيص الزمني" للحياة في قانون المساعدة على الموت المقترح

في كلمات قليلة

صرحت الهيئة العليا للصحة في فرنسا بأن تحديد تشخيص زمني دقيق للحياة كمعيار في قانون المساعدة على الموت أمر مستحيل عملياً. تقترح الهيئة بدلاً من ذلك التركيز على جودة الحياة المتبقية للمريض كمعيار تقييم للطلبات. يأتي هذا الرأي في سياق مناقشات برلمانية حول مشروع القانون في فرنسا.


في خطوة مهمة تسبق استئناف المناقشات البرلمانية، أصدرت الهيئة العليا للصحة في فرنسا (HAS) رأياً شديد الأهمية بشأن مشروع قانون نهاية الحياة. اعتبرت الهيئة يوم الثلاثاء 6 مايو أنه "مستحيل" تحديد من يمكن أن يستفيد من المساعدة على الموت بناءً على "تشخيص زمني" للحياة "على المدى المتوسط" أو بناءً على مرحلة "متقدمة" من المرض تتعلق بإطار زمني محدد.

وأشارت الهيئة في تحليلها، الذي جاء بناءً على طلب وزارة الصحة وبعد ثلاثة أشهر من العمل، إلى أن "أي دولة أوروبية" سنت تشريعات بشأن القتل الرحيم أو الانتحار بمساعدة "لم تعتمد معياراً زمنياً"، كما أن مقاطعة كيبيك الكندية "تخلت" عن هذا المعيار مع مرور الوقت.

أكدت الهيئة العليا للصحة أنه "لا يوجد إجماع طبي" يسمح بوضع "تشخيص زمني" دقيق لمريض يُقدر أنه تبقى له عدة أشهر أو سنوات ليعيشها. وأوضح الخبراء أن الأدوات المستخدمة حالياً من قبل الأطباء لتقييم التشخيص الحيوي للمريض تتمتع بـ "موثوقية غير كافية" و "درجة كبيرة من عدم اليقين" تتجاوز التقديرات لساعات قليلة أو أيام.

كان معيار "المدى المتوسط" جزءاً من مشروع القانون الأولي الذي قدمته وزيرة الصحة كاثرين فوتران في عام 2024، والذي توقف النظر فيه بسبب حل الجمعية الوطنية. اعتبرت هذه الصياغة غامضة وتم تعديلها في النص الجديد الذي سيتم النظر فيه في البرلمان اعتباراً من 19 مايو.

رأي الهيئة العليا للصحة يعزز التوجه نحو استبعاد أي إشارة إلى "المدى المتوسط". وتدعو الهيئة المستقلة بشكل أوسع إلى عدم ربط الوصول إلى المساعدة على الموت بـ "تشخيص زمني فردي". وتوافق الهيئة على أن مفهوم "المرحلة المتقدمة" ليس مجرد معطى زمنياً، بل يشير إلى طبيعة الرعاية المقدمة، حيث يمكن تعريفها بأنها "الدخول في مسار لا رجعة فيه يتسم بتدهور حالة المريض الصحية التي تؤثر على جودة حياته".

تدافع مجموعة العمل التابعة للهيئة، قبل كل شيء، عن أهمية توفير "مسار دعم ومداولات جماعية، يركز على الشخص المريض" قبل أي طلب محتمل للمساعدة على الموت. وبغض النظر عن معايير الوصول إلى الانتحار بمساعدة أو القتل الرحيم، تدعو الهيئة إلى "الخروج من منطق 'التنبؤ'" و "تجنب أي منطق 'إجرائي'" لنهاية الحياة، للتركيز بدلاً من ذلك على "مسألة معنى ما يعيشه الشخص وما تبقى له ليعيشه".

في غياب القدرة على "التنبؤ بكمية الحياة المتبقية"، تقترح الهيئة العليا للصحة "اعتماد منطق التوقع والتنبؤ بجودة ما تبقى من الحياة". ويرى رئيس الهيئة، ليونيل كوليه، في هذا معياراً محتملاً "لتقييم" طلبات المساعدة النشطة على الموت، مؤكداً أن "الجانب الذاتي لجودة الحياة كما يراه الشخص المعني هو الذي يجب أخذه في الاعتبار".

Read in other languages

نبذة عن المؤلف

يوري - صحفي متخصص في قضايا الأمن والدفاع في فرنسا. تتميز مواده بالتحليل العميق للوضع العسكري والسياسي والقرارات الاستراتيجية.