السودان يقطع العلاقات مع الإمارات وسط اتهامات بتسليح "الدعم السريع" بالطائرات المسيرة

السودان يقطع العلاقات مع الإمارات وسط اتهامات بتسليح "الدعم السريع" بالطائرات المسيرة

في كلمات قليلة

أعلن السودان قطع علاقاته الدبلوماسية مع الإمارات العربية المتحدة. وتتهم الحكومة السودانية أبوظبي بتزويد قوات الدعم السريع بطائرات مسيرة تستخدم في الهجمات الأخيرة على مواقع استراتيجية، بما في ذلك بورتسودان.


أعلنت السلطات السودانية قطع علاقاتها الدبلوماسية مع دولة الإمارات العربية المتحدة. وتتهم الخرطوم أبوظبي بتزويد قوات الدعم السريع، التي تقاتل الجيش السوداني، بطائرات مسيرة.

ووفقاً للجانب السوداني، استخدمت هذه الطائرات المسيرة في هجمات استهدفت مؤخراً مواقع استراتيجية في مدينة بورتسودان، التي أصبحت المقر المؤقت للحكومة. خلال الأيام الثلاثة الماضية، تسببت هجمات "الدعم السريع" في أضرار بالبنية التحتية الرئيسية للميناء السوداني الرئيسي، بما في ذلك المطار، القاعدة العسكرية، محطة كهرباء ومستودعات وقود. ولم ترد أنباء عن وقوع ضحايا جراء هذه الضربات.

يواجه سكان بورتسودان انقطاعاً في التيار الكهربائي ومخاوف من نقص الوقود، مما أدى إلى طوابير طويلة أمام محطات الوقود القليلة التي ما زالت تعمل.

ووصف وزير الدفاع السوداني ياسين إبراهيم في خطاب متلفز ما تقوم به الإمارات بأنه "جريمة عدوان على سيادة السودان"، متهماً أبوظبي بتزويد "الدعم السريع" بـ "أسلحة استراتيجية متطورة". وأكد الوزير أن السودان "سيرد على هذا العدوان بجميع الوسائل اللازمة للحفاظ على سيادة البلاد وحماية المدنيين".

يشهد السودان صراعاً مدمراً منذ أبريل 2023 بين قائد الجيش الفريق أول عبد الفتاح البرهان ونائبه السابق قائد قوات الدعم السريع الفريق أول محمد حمدان دقلو. بورتسودان، التي ظلت بمنأى عن القتال لفترة طويلة وتعد مركزاً رئيسياً للمساعدات الإنسانية ومقراً لوكالات الأمم المتحدة والآلاف من اللاجئين، تتعرض لهجمات بطائرات مسيرة منذ الأحد الماضي.

يرى خبراء أن الهجمات الأخيرة للدعم السريع على مسافات بعيدة عن مواقع تمركزهم جاءت بشكل غير متوقع. بالإضافة إلى بورتسودان، استهدفت طائرات مسيرة أيضاً بنية تحتية مدنية في مدينة كسلا شرق البلاد، التي كانت تعتبر ملاذاً آمناً للمدنيين الذين نزحوا عدة مرات بسبب الصراع. وفي الغرب، تحديداً في دارفور، أدى قصف شنه "الدعم السريع" على مخيم أبو شوك للنازحين إلى مقتل ستة أشخاص على الأقل وإصابة أكثر من 20 آخرين. ويعاني هذا المخيم، الواقع قرب الفاشر عاصمة شمال دارفور المحاصرة، من المجاعة شأنه شأن مناطق أخرى متأثرة بالحرب، حسب تقارير الأمم المتحدة.

بعد فقدانها للعديد من المواقع في الأشهر الماضية، بما في ذلك العاصمة الخرطوم في مارس، تعتمد قوات الدعم السريع، التي تفتقر للقوة الجوية التقليدية، على الطائرات المسيرة – من المصنعة محلياً إلى الأنواع المتطورة – لتنفيذ عملياتها الجوية. ويهدف ذلك، بحسب خبراء، إلى قطع إمدادات الجيش. كما تعرضت القاعدة العسكرية الرئيسية في بورتسودان للقصف مؤخراً، حسب مصدر عسكري، وشهد شهود عيان استهداف فندق قريب من المواقع التي يقيم فيها الفريق أول البرهان.

أدى استهداف الطائرات المسيرة "القسم المدني من مطار" بورتسودان إلى تعليق الرحلات الجوية، وهو المطار الوحيد الذي كان لا يزال يعمل في البلاد. الهجمات على قاعدة المطار العسكرية يوم الأحد الماضي كانت غير مسبوقة، خاصة وأن أقرب مواقع "الدعم السريع" تبعد نحو 650 كيلومتراً.

بالنسبة للعديد من النازحين الذين لجأوا إلى بورتسودان، مثل حسين إبراهيم البالغ من العمر 64 عاماً والذي يقيم هناك منذ عام بسبب النزاع، تؤكد هذه الهجمات أن الحرب ستطاردهم أينما ذهبوا.

تصاعد التوتر جاء عقب رفض محكمة العدل الدولية التابعة للأمم المتحدة يوم الاثنين دعوى تقدم بها السودان تتهم أبوظبي بالتواطؤ في ارتكاب إبادة جماعية من خلال دعم "الدعم السريع". وقالت المحكمة إنها "غير مختصة" بالنظر في الدعوى، وهو ما رحبت به الإمارات.

تنفي الإمارات، التي أشارت إليها عدة تقارير سابقة بشأن تدخلها في السودان، دعمها لقوات "الدعم السريع"، المنبثقة من ميليشيا الجنجويد التي تتهم بارتكاب إبادة جماعية في دارفور قبل أكثر من عشرين عاماً.

أسفر الصراع في السودان عن مقتل عشرات الآلاف من الأشخاص، وتشريد 13 مليوناً، وتسبب في "أسوأ كارثة إنسانية" في العالم، وفقاً لتقديرات الأمم المتحدة.

Read in other languages

نبذة عن المؤلف

إيلينا - صحفية تحقيقات ذات خبرة، متخصصة في المواضيع السياسية والاجتماعية في فرنسا. تتميز تقاريرها بالتحليل العميق والتغطية الموضوعية لأهم الأحداث في الحياة الفرنسية.