
في كلمات قليلة
شهد شمال وشرق الصين موجة حر غير مسبوقة تجاوزت فيها درجات الحرارة 40 درجة مئوية، مسجلة أرقاماً قياسية لشهر مايو. تعاني الصين من ظواهر جوية متطرفة وتعمل على زيادة الاعتماد على الطاقات المتجددة، رغم استمرار استخدام الفحم.
شهد شمال وشرق الصين موجة حر غير مسبوقة، أدت إلى تسجيل درجات حرارة قياسية جديدة في العديد من المناطق. تجاوزت الحرارة في بعض المواقع 40 درجة مئوية.
من بين المدن الأكثر تأثراً بموجة الحر، مدينة تشنغتشو، وهي حاضرة يبلغ عدد سكانها 13 مليون نسمة وعاصمة مقاطعة خنان بوسط البلاد، حيث سجلت ذروة بلغت 41 درجة مئوية يوم الاثنين. في لينتشو، الواقعة إلى الشمال قليلاً، ارتفعت الحرارة إلى 43.2 درجة مئوية، بينما سجلت بلدة شاخه الصغيرة في مقاطعة خبي الشمالية 42.9 درجة مئوية، وفقاً لما أعلنته خدمات الأرصاد الجوية الوطنية.
وفقاً لتقييم أجري بعد ظهر الاثنين، فقد تساوت أو تجاوزت 99 محطة أرصاد جوية في جميع أنحاء البلاد أرقامها القياسية لدرجات الحرارة لشهر مايو.
مع ذلك، من المتوقع أن تنخفض درجات الحرارة القصوى هذه بحلول يوم الجمعة، مع انخفاضات حادة قد تصل إلى 15 درجة مئوية في بعض الأماكن.
تعاني الصين منذ عدة صيفات من سلسلة من الظواهر الجوية المتطرفة، تتراوح من موجات الحر والجفاف إلى الأمطار الغزيرة والفيضانات.
كونها أكبر مصدر للانبعاثات الغازية المسببة للاحتباس الحراري في العالم، فإن الصين أيضاً عملاق في مجال الطاقات المتجددة وتأمل في تحقيق الحياد الكربوني بحلول عام 2060.
زاد العملاق الآسيوي بشكل كبير من قدراته في مجال الطاقة الشمسية وطاقة الرياح في السنوات الأخيرة لتقليل اعتماد اقتصاده على الفحم - وهو مصدر طاقة ملوث للغاية. لكن وفقاً للخبراء، لا تزال البلاد متأخرة عن أحد أهدافها المهمة لعام 2030، وهو خفض كثافة الكربون (انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بالنسبة للناتج المحلي الإجمالي) بنسبة 65% مقارنة بعام 2005.
ساهم ازدهار الطاقات المتجددة في الصين في انخفاض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون في الربع الأول من عام 2024 بنسبة 1.6% على أساس سنوي، على الرغم من الزيادة الكبيرة في الطلب على الكهرباء. ويعود ذلك إلى زيادة قدرات طاقة الرياح والطاقة الشمسية والطاقة النووية.
على الرغم من التوسع في الطاقات المتجددة، بدأت الصين في بناء محطات طاقة تعمل بالفحم بقدرة 94.5 جيجاوات في عام 2023، وهو ما يمثل 93% من الإجمالي العالمي في العام الماضي. كما شهد إنتاج الفحم الصيني زيادة مطردة في السنوات الأخيرة، حيث ارتفع من 3.9 مليار طن في عام 2020 إلى 4.8 مليار طن في عام 2023.