عام بعد أولمبياد باريس 2024: وزيرة الرياضة الفرنسية تكشف عن الإرث وتتصدى لتحديات الميزانية

عام بعد أولمبياد باريس 2024: وزيرة الرياضة الفرنسية تكشف عن الإرث وتتصدى لتحديات الميزانية

في كلمات قليلة

بعد مرور عام على أولمبياد باريس 2024، تسلط وزيرة الرياضة الفرنسية، ماري بارساك، الضوء على الإرث الكبير للألعاب في البنية التحتية والتوظيف والتغيير الاجتماعي. ومع ذلك، يلقي هذا النجاح بظلاله اقتراح بتخفيضات حادة في الميزانية تهدد بوقف الزخم والمبادرات الرياضية المستقبلية.


بعد مرور عام على استضافة دورة الألعاب الأولمبية في باريس 2024، تجد فرنسا نفسها بين حنين الإنجازات وواقع التحديات الاقتصادية. فبينما تحتفل وزيرة الرياضة، ماري بارساك، بالإرث الملموس للألعاب، يلوح في الأفق شبح تخفيضات كبيرة في الميزانية تهدد بتقويض الزخم الذي تم بناؤه.

أكدت بارساك أن إرث الأولمبياد واضح بالفعل، سواء على المستوى المادي أو غير المادي. فقد بدأ "القرية الأولمبية" في استقبال سكانها الأوائل، وتم افتتاح "المركز المائي الأولمبي" للجمهور والرياضيين. وفي منطقة سين سان دوني، التي كانت تعاني من نقص في المرافق، تجاوز عدد حمامات السباحة الآن المتوسط الوطني، كما تم تجديد 20 صالة رياضية. وقالت الوزيرة: "الدراسة التي أجريت بعد الألعاب تقدر المكاسب الاقتصادية الصافية بـ 7.1 مليار يورو".

وأضافت أن التأثير الاجتماعي كان حاسماً أيضاً. ففي قطاع الأمن وحده، تم تدريب 30 ألف شخص من الباحثين عن عمل، حصل 84% منهم على عقود عمل دائمة. كما استفادت الشركات الصغيرة والمتوسطة، حيث تم منح 82% من العقود العامة لشركات فرنسية صغيرة ومتوسطة في جميع أنحاء البلاد.

ومع ذلك، تواجه وزارة الرياضة خطر تخفيض الميزانية بنسبة 18%، وهو ما وصفه توني إيستانجيه، رئيس اللجنة المنظمة لباريس 2024، بأنه "غير مفهوم". وتعارض الوزيرة بشدة هذا التخفيض الكبير، قائلة: "إذا كان بإمكان الرياضة المساهمة في الجهد الوطني، فلا يجب أن تصبح مجرد متغير للتسوية". وتقترح بارساك تخفيضاً مدروساً يتراوح بين 4% و6%، للحفاظ على الديناميكية الشعبية التي ولّدتها الألعاب، والتي أسفرت عن مليون رياضي مسجل جديد و3.5 مليون ممارس إضافي للرياضة منذ عام 2018.

كما سلطت الوزيرة الضوء على النجاح الكبير للألعاب البارالمبية في تغيير نظرة المجتمع للإعاقة. حيث أظهر استطلاع للرأي أن 78% من الفرنسيين يعتقدون أن الألعاب حسنت من نظرتهم للإعاقة. وقد انعكس هذا التغيير في زيادة ملحوظة بنسبة 11% في عدد المسجلين في الاتحاد الفرنسي لرياضة المعاقين.

وبالنظر إلى المستقبل، تهدف فرنسا إلى تطبيق "الوصفة الناجحة" لأولمبياد 2024 على دورة الألعاب الأولمبية الشتوية 2030 في جبال الألب الفرنسية. وتعتمد الاستراتيجية على استخدام 95% من المواقع القائمة أو المؤقتة، مع التركيز على الاستدامة وتقليل البصمة الكربونية، لضمان عدم ترك أي "فيلة بيضاء" أو منشآت مهجورة، ومواصلة البناء على الإرث الإيجابي للألعاب.

نبذة عن المؤلف

باول - محلل دولي، يحلل السياسة الخارجية لفرنسا والعلاقات الدولية. تساعد تعليقاته الخبراء في فهم موقف فرنسا على الساحة العالمية.