
في كلمات قليلة
خلال قداس تنصيب البابا الجديد، ظهرت العديد من الملكات والأميرات باللون الأبيض، مخالفات بذلك البروتوكول التقليدي. هذا الأمر ليس خطأ، بل هو ممارسة لـ\"امتياز الأبيض\"، وهو تقليد قديم مخصص لعدد قليل من الملكات الكاثوليكيات. تستعرض المقالة تاريخ هذا الامتياز ومن هن السيدات السبع اللاتي يحق لهن استخدامه.
شهدت بازيليكا القديس بطرس يوم الأحد قداس تنصيب البابا ليون الرابع عشر، البابا الـ267 للكنيسة الكاثوليكية وأول أمريكي يتولى هذا المنصب، خلفًا للبابا فرنسيس. وفي خضم الملابس السوداء وأغطية الرأس الداكنة التي ارتدتها النساء، برزت أربع شخصيات ملكية بملابسهن البيضاء الناصعة.
من بينهن كانت ملكة إسبانيا ليتيسيا، وملكة بلجيكا ماتيلد، وأميرة موناكو شارلين، ودوقة لوكسمبورغ الكبرى ماريا تيريزا، في خروج واضح عن بروتوكول الفاتيكان التقليدي. ويعود هذا الاستثناء إلى امتياز نادر يُعرف بـ \"امتياز الأبيض\" (privilège du blanc)، وهو تقليد تاريخي مخصص لعدد محدود من الملكات والأميرات الكاثوليكيات.
هذا الامتياز، المعروف بالإيطالية باسم \"privilegio del bianco\"، يسمح لبعض الملكات والأميرات الكاثوليكيات بارتداء ملابس بيضاء مع غطاء رأس من نفس اللون خلال المقابلات الرسمية مع البابا. ويقتصر هذا الحق اليوم على سبع سيدات فقط في العالم: الملكة ليتيسيا، والملكة ماتيلد، والأميرة شارلين، والملكة صوفيا (ملكة إسبانيا السابقة)، والملكة باولا (ملكة بلجيكا السابقة)، والدوقة الكبرى ماريا تيريزا، وأميرة نابولي مارينا.
تعود أصول \"امتياز الأبيض\" إلى قرون مضت، حيث ترسخ هذا التقليد البروتوكولي بمرور الوقت، خاصة منذ القرن السادس عشر، وارتبط بالألقاب الشرفية التي منحها الكرسي الرسولي لبعض الممالك الكاثوليكية. على سبيل المثال، حصل ملوك إسبانيا على لقب \"الملك الأكثر كاثوليكية\" (Rex Catholicissimus)، وهو ما يعكس ولاءهم التاريخي للكنيسة. في هذا السياق، أصبح ارتداء اللون الأبيض رمزًا للنقاء والولاء للبابا، واعترافًا بالعلاقة الخاصة بين هذه الممالك والكاثوليكية.
ومع ذلك، فإن هذا الامتياز ليس إلزاميًا. ففي أغسطس 2022، اختارت أميرة موناكو شارلين ارتداء ملابس سوداء بالكامل خلال لقائها بالبابا فرنسيس، مما يؤكد أن استخدام هذا الامتياز يعود لتقدير الملكات أنفسهن.