انتخاب البابا ليون الرابع عشر: أول حبر أعظم من أمريكا الشمالية والفاتيكان في عهد جديد

انتخاب البابا ليون الرابع عشر: أول حبر أعظم من أمريكا الشمالية والفاتيكان في عهد جديد

في كلمات قليلة

تم انتخاب البابا ليون الرابع عشر كأول حبر أعظم من أمريكا الشمالية. يثير انتخابه نقاشاً واسعاً حول العالم، مع ردود فعل مختلفة من البلدان وتحليلات لمسار الكنيسة الكاثوليكية تحت قيادته.


تتابع الصحافة العالمية عن كثب انتخاب رأس الكنيسة الكاثوليكية الجديد، البابا ليون الرابع عشر. ولأول مرة في التاريخ، يتم انتخاب حبر أعظم من أمريكا الشمالية، وهو الكاردينال فرانسيس بريفوست.

يُعرف البابا الجديد بأنه معتدل، وبعد جلوسه على الكرسي الرسولي، تتكهن الصحف حول العالم بخطواته الأولى وما إذا كان سيواصل إرث سلفه البابا فرانسيس.

يلفت الانتباه بشكل خاص جنسية البابا الأمريكية غير المسبوقة وسرعة انتخابه اللافتة. كما تشير الصحف الإيطالية المحافظة، فإن انتخاب بابا أمريكي يكاد يكون أكثر إثارة للدهشة من انتخاب يسوعي أرجنتيني كما كان فرانسيس. وحقيقة أن بريفوست حصل على 89 صوتاً المطلوبة في غضون يومين فقط تشهد على رغبة الكرادلة في تجاوز الانقسامات الماضية.

لقد خفف هذا التوافق السريع من إحباط بعض العناوين الإيطالية التي كانت تأمل في انتخاب بابا إيطالي. ففي الساعات الأخيرة قبل انتخاب ليون الرابع عشر، كان الكاردينال الإيطالي يعتبر الوريث الطبيعي لفرانسيس. يشير بعض النقاد إلى ذلك بوصفه «فرصة ضائعة لإيطاليا وأوروبا»، معتبرين أن مع بريفوست «عصر البابوات الإيطاليين كتقليد وإغراء والتزام قد انتهى حقاً».

من جانبه، رحب الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب بجنسية نظيره في الفاتيكان، معرباً عن «شرف عظيم بمعرفة أنه أول أمريكي» يتولى هذا المنصب. ومع ذلك، لا تستبق الصحف الأمريكية الأحداث لتتوقع تعزيزاً واضحاً للعلاقات بين الكنيسة والولايات المتحدة. تشير بعض التحليلات إلى أن الغضب المحافظ الذي اجتاح الكاثوليكية خلال البابوية السابقة من المرجح أن يستمر مع هذا البابا الأمريكي الأول، حيث أن مجمع الكرادلة، بانتخابه الكاردينال روبرت بريفوست ليكون البابا ليون الرابع عشر، أرسل رسالة واضحة بالاستمرارية مع أجندة الإصلاح لسلفه.

لدى وصوله إلى الشرفة، حيث كان ينتظره حشد غفير، بدا البابا الجديد ليون الرابع عشر وكأنه يسير على خطى سلفه فرانسيس، الذي كان مقرباً منه. بلهجة إيطالية ممزوجة بلكنة أمريكية، دعا الحبر الأعظم إلى «بناء الجسور» من خلال «الحوار» و«المضي قدماً». يشير افتتاحيات العديد من الصحف إلى أنه «مع ليون، لا رجوع إلى ما قبل فرانسيس».

ومع ذلك، هناك فروقات دقيقة. تؤكد بعض الصحف أن البابا ليون «ليس نسخة طبق الأصل من البابا فرانسيس». يوصف بأنه «رجل حذر لن يميل إلى التصريحات التلقائية والمبالغ فيها مثل فرانسيس». لوحظ أن ليون الرابع عشر ظهر على الشرفة مرتدياً الثياب الكنسية التقليدية، مما اعتبر إشارة مطمئنة للمحافظين التقليديين. يُفترض أن «صرامته العقائدية، بالإضافة إلى دراساته في القديس أوغسطين، يجب أن تضمن عودة تدريجية إلى القيم غير القابلة للتفاوض مثل لا للقتل الرحيم، لا لتأجير الأرحام، ولا للإجهاض». هدف البابا الجديد سيكون «إعادة التنوع الذي كاد أن يتحول إلى تشتت ونوع من الهروب من روما، إلى تجميع وتركيز».

على الرغم من جذوره الأمريكية، يُنظر إلى هذا المتحدث بعدة لغات البالغ من العمر 69 عاماً، المولود في شيكاغو، على أنه رجل كنيسة «يتجاوز الحدود». لقد خدم فرانسيس بريفوست لمدة 20 عاماً في بيرو، حيث أصبح أسقفاً وحصل على الجنسية. يقدمه الموقع الرسمي للفاتيكان باعتباره البابا الثاني من الأمريكتين، بدلاً من كونه أول حبر أعظم من الولايات المتحدة. في هذا البلد الأنديزي، تحتفل الصحف بالحدث باعتباره «تاريخياً»، معتبرة أن لديه «بيرو في قلبه».

الفرحة التي تحتفل بها الصحف في منطقة الأنديز تتناقض مع الإحباط الناجم عن مقالات الصحف الأفريقية، التي كان العديد منها يأمل في رؤية بابا أفريقي. تقول إحدى الصحف: «بابا أسود؟ سيتعين العودة لاحقاً». وتضيف: «هناك خيبة أمل صغيرة في إفريقيا، ولكن لا أحد يريد المبالغة في ذلك»، مع الاعتراف بأنه «بابا يعرف المناطق النائية التي توصف بأنها هامشية».

Read in other languages

نبذة عن المؤلف

ماريا - صحفية في قسم الثقافة، تغطي الأحداث في عالم الفن والترفيه في فرنسا. تجد مقالاتها عن هوليوود، برودواي، والمشهد الموسيقي الأمريكي صدى لدى القراء.