
في كلمات قليلة
23 مسؤولاً أرمينياً سابقاً من منطقة قره باغ محتجزون في أذربيجان منذ 20 شهراً. المقال ينتقد ما يعتبره لامبالاة أوروبية تجاه مصيرهم، مرتبطة بالمصالح الاقتصادية.
مرت عشرون شهراً على احتجاز 23 أرمينياً، كانوا يشغلون مناصب عسكرية أو سياسية سابقة في جمهورية آرتساخ الأرمنية (قره باغ سابقاً). إنهم الآن رهن الاحتجاز في سجون باكو بأذربيجان.
يقول المؤرخ غايل نوفري، وهو أيضاً نائب عمدة نيس الفرنسية، إن هؤلاء الأفراد محتجزون منذ عشرين شهراً في سجون باكو دون أي أفق واضح، ومع انتهاك حقوقهم، وفي ظل اعتقال تعسفي. ويواجهون احتمال محاكمات سريعة وغير عادلة.
من وجهة نظر نوفري، ذنبهم الوحيد هو "ذنب الشرف". إنهم رجال اختاروا القتال ضد كل الصعاب، والمخاطرة بكل شيء في مواجهة عدو أقوى وأغنى وأكثر دعماً، دون استسلام. لقد تمسكوا بفكرة معينة عن الإنسان والحضارة والحرية، واستجابوا لتحديات العصر بروح المقاومة.
أما عن أوروبا، فيتساءل الكاتب: ما الذي يمكن قوله؟ بينما تتدفأ بالغاز الأذربيجاني، وتستعد لاستضافة باكو لمؤتمر الأطراف COP 29، وتتحالف مع "الديكتاتور القومي التركي" رجب طيب أردوغان، يرى الكاتب أن أوروبا جعلت قضية مستوى المعيشة الأولوية المطلقة في دبلوماسيتها، متجاهلة القضايا الإنسانية.
هؤلاء الأرمن، الذين ولدوا على أرض أجدادهم وينتمون إلى شعب عانى من إحدى أولى عمليات الإبادة الجماعية في التاريخ، رفضوا التخلي عن هويتهم أو قبول تغييرات الحدود التي فرضت عليهم. لقد تحدوا الماضي وآمنوا بصحوة الأمم وحرية الشعوب بعد انهيار الاتحاد السوفيتي.
ظل تصميمهم قوياً رغم "جبن اللعبة السياسية والدبلوماسية" والعزلة التي يواجهونها. إنهم "مذنبون" لأنهم لم يضعفوا، ولم يتخلوا عن مبادئهم، ولم يستسلموا لروح العصر التي تشل العقول.
يختتم المؤلف بالقول إن "ذنب الشرف" هذا لا يهدد أولئك الذين يفضلون الانصياع لأصحاب القوة، مبررين تقاعسهم بالقول: "من الجنون محاولة فعل أكثر مما تستطيع".