بحيرة باوتو السامة: الوجه المظلم لهيمنة الصين على المعادن النادرة

بحيرة باوتو السامة: الوجه المظلم لهيمنة الصين على المعادن النادرة

في كلمات قليلة

تهيمن الصين على سوق المعادن النادرة، مما أدى إلى كارثة بيئية في مدينة باوتو. بحيرة اصطناعية تحولت إلى مكب نفايات سامة ومشعة، ملوثة الهواء والمياه الجوفية ومهددة صحة السكان. على الرغم من بعض التحسينات الطفيفة، لا يزال تضارب المصالح يعيق الحلول الفعالة.


في مدينة باوتو الصناعية الواقعة في منطقة منغوليا الداخلية بشمال الصين، يجسد سد ويكوانغ، الذي تحول إلى بحيرة طينية شاسعة مليئة بالمواد السامة، سنوات من التغاضي من جانب السلطات الصينية عن الأضرار البيئية. لعقود، اعتمد اقتصاد هذه المنطقة على تعدين ومعالجة المعادن، بما في ذلك المعادن الأرضية النادرة، حيث أُقيمت العديد من المصافي لترسيخ هيمنة بكين شبه الكاملة على هذا القطاع الحيوي عالميًا.

وفقًا لبيانات المعهد الجيولوجي الأمريكي، تستخرج الصين حوالي 70% من المعادن الأرضية النادرة في العالم، وترتفع هذه النسبة إلى 90% عندما يتعلق الأمر بعمليات التكرير. هذه المعادن، التي لا غنى عنها في صناعة العديد من التقنيات الحديثة مثل الهواتف المحمولة وتوربينات الرياح والمركبات الهجينة، أصبحت محط طلب شديد من القوى العالمية المنافسة للصين، والتي تجد نفسها اليوم معتمدة على مواردها.

وقد استغلت حكومة شي جين بينغ هذه الميزة كوسيلة ضغط حقيقية في نزاعاتها التجارية. لكن لهذه الهيمنة الصينية ثمن باهظ يتجلى في عواقب بيئية كارثية. الآثار المدمرة لا تقتصر على الطبيعة فحسب، بل تمتد لتؤثر على صحة السكان المحليين الذين يتعرضون لمواد سامة وخطرة.

البحيرة الاصطناعية في ويكوانغ أصبحت مكبًا للنفايات الناتجة عن المصافي المجاورة. تتغير المخاطر مع تغير الفصول. فعندما تجف البحيرة، يتصاعد الغبار السام المحمل بالرصاص وعناصر أخرى خطرة في الهواء، بما في ذلك الثوريوم، وهو عنصر مشع. أما في موسم الأمطار، تتسرب المكونات السامة إلى المياه الجوفية، مما يؤدي إلى تلوث واسع النطاق للبيئة المحيطة.

يتذكر السكان المحليون كيف كانت المنطقة قبل بناء المصانع. قال لي غويرونغ، أحد سكان باوتو، في حديث سابق: "قبل بناء المصانع، كانت هنا حقول تمتد على مد البصر. مكان هذه الوحول المشعة، كانت تزرع البطيخ والباذنجان والطماطم".

على الرغم من الصورة القاتمة، لوحظت بعض التحسينات الطفيفة على مدى العقد الماضي، مما يشير إلى بداية وعي حذر لدى السلطات. فقد تم نقل المنازل التي بنيت بالقرب من السد، كما تم تحديث المنشآت الصناعية التي كانت "بدائية" في السابق. كما اختفى الضباب الدخاني الكثيف الذي كان يغطي سماء المنطقة. ومع ذلك، لا تزال المشكلة قائمة، حيث تدير مجموعة "باوغانغ"، وهي تكتل حكومي ضخم، اقتصاد المعادن النادرة في المقاطعة، مما يخلق تضاربًا في المصالح، إذ إن الحكومة الإقليمية، التي تملك الشركة، هي نفسها المسؤولة عن تطبيق اللوائح البيئية.

نبذة عن المؤلف

إيلينا - صحفية تحقيقات ذات خبرة، متخصصة في المواضيع السياسية والاجتماعية في فرنسا. تتميز تقاريرها بالتحليل العميق والتغطية الموضوعية لأهم الأحداث في الحياة الفرنسية.