
في كلمات قليلة
تواجه علامة بيرييه للمياه الغازية، المملوكة لنستله، أزمة تهدد بفقدانها صفة "مياه معدنية طبيعية" بسبب استخدام فلاتر محظورة وتدهور جودة المصدر. الأزمة تسلط الضوء على تحديات تواجه صناعة المياه المعبأة.
تواجه علامة مياه بيرييه الشهيرة (Perrier)، المملوكة لشركة نستله السويسرية العملاقة، أزمة حادة قد تؤدي إلى تجريدها من لقب "مياه معدنية طبيعية". تشهد مبيعات العلامة تدهوراً خطيراً على خلفية فضيحة تتعلق بجودة المياه وظروف التعبئة.
تعود الأزمة إلى اتهامات باستخدام نستله لأساليب فلترة ممنوعة في موقع التعبئة بمدينة فيرجيز الفرنسية. كشفت التحقيقات أن الشركة استخدمت فلاتر الكربون والمعالجة بالأشعة فوق البنفسجية لضمان جودة المنتج وتجنب المخاطر الصحية. هذه الطرق محظورة بموجب لوائح "المياه المعدنية الطبيعية" الصارمة التي لا تسمح سوى بالفلترة الميكانيكية بمسام لا تقل عن 0.8 ميكرون.
اعترفت نستله باستخدام هذه الفلاتر وأعلنت عن خطة لتطوير مصانعها. لكن المشاكل تفاقمت بسبب تدهور جودة مياه المصدر نفسه في فيرجيز، متأثراً بتغير المناخ.
في تطور حديث، أصدر خبراء الهيدروجيولوجيا المكلفون من قبل الدولة الفرنسية "رأياً سلبياً" بشأن استمرار استغلال مصادر بيرييه. ينتظر قرار حاسم خلال الأسابيع القادمة من محافظ منطقة غار، سيحدد ما إذا كانت نستله ستتمكن من الاحتفاظ بوضع "المياه المعدنية الطبيعية" لعلامتها الرائدة.
تذكر هذه الأزمة بأسوأ لحظات تاريخ بيرييه، مثل فضيحة تلوث المياه بالبنزين عام 1990، التي استدعت تدمير 280 مليون زجاجة وأدت في النهاية إلى بيع الشركة لنستله.
في عام 2024، شهدت بيرييه موجة استدعاء لزجاجات أخرى بسبب تلوث ميكروبيولوجي بناءً على طلب وكالة الصحة الإقليمية. اعترف مسؤول رفيع في نستله بأن تأثير تغير المناخ أصبح كبيراً، وأن "أسطورة النقاء الأصلي للمياه، التي يمكن تعبئتها دون معالجة، تتلاشى".
على صعيد آخر، تدرس نستله تغييرات استراتيجية لقسم المياه لديها (Waters)، بما في ذلك إمكانية الدخول في شراكات.