فرنسا: مفارقة البانتيون والقتل الرحيم.. إرث بادنتر وجدل "الحق في الموت"

فرنسا: مفارقة البانتيون والقتل الرحيم.. إرث بادنتر وجدل "الحق في الموت"

في كلمات قليلة

تشهد فرنسا جدلاً حول التزامن بين تكريم روبرت بادنتر في البانتيون، المعروف بإلغاء عقوبة الإعدام، ومناقشة مشروع قانون لتقنين المساعدة على الموت (القتل الرحيم). يرى النقاد أن هذا يمثل تناقضًا بين مبدأ منع الدولة للقتل والسماح بالمساعدة على إنهاء الحياة.


تشهد فرنسا نقاشات حادة ومكثفة تتعلق بأسس المجتمع الأخلاقية والقانونية. يتمحور الجدل الحالي حول مفارقة محتملة ترتبط بشخصية المحامي والسياسي المعروف روبرت بادنتر، والتزامن مع مناقشة مشروع قانون لتقنين المساعدة على إنهاء الحياة (القتل الرحيم).

من المتوقع هذا العام أن يتم إدخال رفات روبرت بادنتر، الذي لعب دورًا حاسمًا في إلغاء عقوبة الإعدام في فرنسا، إلى البانتيون – الصرح الذي يضم عظماء الأمة. يُحتفى به باعتباره "الضمير الأخلاقي" للأمة، وهو الرجل الذي رسخ مبدأ رفض الدولة للقتل، حتى بالنسبة للمجرمين.

لكن في العام نفسه الذي يشهد تكريم بادنتر بهذا الشكل الرفيع، يناقش البرلمان الفرنسي بجدية إمكانية تقنين المساعدة على الموت. يرى بعض المراقبين والخبراء أن هناك تناقضًا عميقًا في هذا الأمر. يشيرون إلى مفارقة مجتمع يحتفي من جهة بحظر الدولة على القتل (من خلال تخليد ذكرى بادنتر)، ومن جهة أخرى يستعد لإعادة فتح هذا الباب، ولكن هذه المرة تحت مسمى "التحرر" أو "الحق في الموت".

وفقًا لتحليل وارد في كتاب جماعي بعنوان "نهاية الحياة"، فإن تقنين القتل الرحيم سيمثل قطيعة ثلاثية: طبية (تغيير دور الطبيب)، قانونية (ظهور "حق" جديد)، وأنثروبولوجية (تغيير فهم الحياة والموت). يؤكد منتقدو مشروع القانون على أن إرث بادنتر، الذي ناضل ضد عقوبة الإعدام، يجب أن يكون تذكرة بالمبدأ الأساسي: لا ينبغي للدولة أن تضطلع بمهمة إنهاء الحياة.

Read in other languages

نبذة عن المؤلف

باول - محلل دولي، يحلل السياسة الخارجية لفرنسا والعلاقات الدولية. تساعد تعليقاته الخبراء في فهم موقف فرنسا على الساحة العالمية.