
في كلمات قليلة
تطلق فرنسا إصلاحًا شاملاً لنظام الصحة المدرسية لمعالجة نقص الكادر وتعزيز الدعم النفسي للطلاب. تتضمن الإجراءات الجديدة زيادة عدد الموظفين، وتعديل إجراءات الفحوصات، وإنشاء مراكز متخصصة للدعم.
أعلنت وزيرة التربية الوطنية في فرنسا أن نظام الصحة المدرسية الحالي لم يعد يلبي احتياجات الطلاب، مشيرة إلى تدهور حاد في الوضع خلال السنوات الأخيرة. يأتي هذا الإعلان على خلفية تزايد المخاوف بشأن الصحة النفسية للشباب وحادث طعن مأساوي وقع مؤخرًا في نانت.
تشير الأرقام إلى انخفاض كبير في عدد أطباء الصحة المدرسية بنسبة 30% منذ عام 2019، مع وجود حوالي 40% من المناصب شاغرة حاليًا. ولمواجهة هذه الأزمة، تم الإعلان عن سلسلة من الإجراءات بهدف "إعادة تأسيس" هذا النظام الحيوي.
من بين الإجراءات الرئيسية المعلنة:
- **تعزيز الكادر الطبي:** سيتم تحسين المسار المهني للأطباء العاملين في المدارس، بالإضافة إلى زيادة عدد الممرضين، الأخصائيين الاجتماعيين، والأخصائيين النفسيين.
- **تطوير الفحوصات الطبية:** سيتم تغيير طريقة الفحص الطبي الإلزامي للأطفال في عمر 6 سنوات. بعد "دراسة ملفاتهم"، سيستفيد جميع الطلاب من "فحص" لاحق، قد يكون إما فحصًا طبيًا مع طبيب، أو تقييمًا نفسيًا أو قياسًا نفسيًا مع أخصائي نفسي، أو استشارة مع ممرضة مدرسية. سيبدأ تطبيق هذا الإجراء اعتبارًا من سبتمبر 2026.
- **تخفيف العبء الإداري:** لن تكون موافقة الأطباء المدرسيين ضرورية بالضرورة على خطط الدعم الشخصي للطلاب. كما أن الفحوصات الطبية الإلزامية لطلاب المدارس المهنية قبل القيام بأعمال تتطلب تنظيمًا ستجرى فقط في بداية التدريب.
- **الكشف المبكر:** سيتم توقيع اتفاقية إطارية لضمان خضوع جميع الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 3 و 4 سنوات للفحص للكشف عن المشكلات الصحية، مع إعطاء الأولوية لوحدات حماية الأمومة والطفولة (PMI). ستساهم الصندوق الوطني للتأمين الصحي (Cnam) في الكشف عن مشكلات الرؤية واللغة، بينما سيتدخل كادر الصحة المدرسية بشكل تكميلي عند الحاجة.
يشكل **الصحة النفسية للشباب** "أولوية وطنية" للحكومة الفرنسية في عام 2025. تسعة إجراءات من أصل الإثني عشر المعلنة تتعلق بهذا الجانب:
- إنشاء بروتوكول للصحة النفسية في جميع المدارس.
- تدريب "موظفين مرجعيين" في كل منطقة تعليمية وفي جميع الكليات والمدارس الثانوية.
- إنشاء مركز "نفسي-طبي-اجتماعي" في كل مقاطعة.
- تنظيم نظام لتسهيل وصول الطلاب إلى المراكز الطبية النفسية (CMP).
أكدت الوزيرة أن الاضطرابات النفسية تضعف القدرة على التعلم وتقوض الثقة بالنفس، وقد تؤدي إلى عواقب وخيمة إذا لم يتم التعامل معها. أشارت إلى أن الأحداث الأخيرة، وخاصة حادث نانت، تذكر بأن الضائقة النفسية يمكن أن تتحول إلى خطر على الفرد أو على الآخرين.