
في كلمات قليلة
اتهمت هيئة الأركان الفرنسية الصين بشن حملة تضليل إعلامي منظمة ضد مقاتلة "رافال" الفرنسية. تهدف الحملة، التي استغلت حادثة خسارة طائرة هندية، إلى تشويه سمعة الصناعات العسكرية الفرنسية لصالح الترويج للمعدات الصينية في السوق الدولية.
اتهمت فرنسا، يوم الجمعة، الصين بالوقوف وراء حملة تضليل إعلامي استهدفت سمعة مقاتلتها "رافال"، وذلك في أعقاب المواجهات الجوية التي وقعت بين الهند وباكستان وأسفرت عن خسارة الهند لإحدى هذه الطائرات فرنسية الصنع.
وفي تصريح نادر أمام الصحافة، ندد الجنرال تييري بوركارد، رئيس أركان الجيوش الفرنسية، بـ "الحملة التي أدارتها الصين بمهارة بهدف تشويه سمعة صناعتنا العسكرية، وتحديداً مقاتلة رافال، بعد خسارة طائرة في إطار المواجهات الشديدة بين القوات الجوية الهندية والباكستانية".
وأشار المسؤول العسكري الفرنسي إلى خسارة طائرة رافال واحدة فقط، التي تصنعها شركة "داسو للطيران"، وليس عدة طائرات كما زعمت منشورات عديدة على شبكات التواصل الاجتماعي. وتعتبر السلطات الفرنسية هذه الادعاءات جزءاً من حملة تضليل ممنهجة، تهدف إلى الإضرار بصورة الصناعة الفرنسية والترويج للمعدات العسكرية الصينية التي تزود بها باكستان.
وأوضح مصدر أمني لوكالة فرانس برس، طالباً عدم الكشف عن هويته، أن الحملة الصينية اعتمدت على عدة محاور. فمن جهة، قامت حسابات صينية بنشر عدد هائل من الرسائل على منصات متعددة، زعمت فيها أن الهند خسرت ثلاث طائرات رافال، كما نشرت صوراً مفبركة للإساءة للطائرة الفرنسية والترويج للطائرات والصواريخ الصينية. ومن جهة أخرى، قام الملحقون العسكريون الصينيون في السفارات الأجنبية بنشر هذه الرسائل على نطاق واسع بين محاوريهم، خاصة في الدول التي تعتبر من عملاء رافال الحاليين أو المحتملين، مثل إندونيسيا.
ورداً على استفسار في أوائل يوليو، نفت وزارة الخارجية الصينية علمها بهذه المعلومات المتداولة في بعض وسائل الإعلام.
من جانبه، علّق قائد أركان القوات الجوية والفضائية الفرنسية، جيروم بيلانجيه، أمام النواب قائلاً إن "الهند أبدت رضاها التام عن أداء المعدات الفرنسية". وأضاف أنه في مواجهة بهذا الحجم، شملت عشرات الطائرات، "من المنطقي تماماً أن يكون هناك بعض الاستنزاف". وتعتبر الهند واحدة من أكبر مستوردي طائرات رافال، حيث طلبت أكثر من 60 طائرة لقواتها الجوية والبحرية.
وختم الجنرال بوركارد بأن المنافسة الصينية "تستهدف بشكل أساسي الولايات المتحدة"، لكنه أضاف: "في الواقع، لا يوجد تمييز حقيقي، فنحن لسنا في مأمن من آثار المنافسة في المجالين الاقتصادي والتكنولوجي بشكل خاص"، مشيراً إلى أنشطة التجسس لصالح بكين.