
في كلمات قليلة
أشارت صحفية من CNN تغطي محاكمة سرقة كيم كارداشيان في باريس إلى وجود "صدام ثقافي" في كيفية تناول القضية بين الولايات المتحدة وفرنسا. وسائل الإعلام الأمريكية ركزت على العنف والتعاطف مع الضحية، بينما أظهرت وسائل الإعلام الفرنسية اهتماماً بـ "لصوص الأجداد" وانتقاداً لاستعراض الثروة.
تجري في باريس محاكمة المتهمين بسرقة النجمة الأمريكية كيم كارداشيان. تغطي الصحفية ساسكيا فاندورن، رئيسة مكتب CNN في باريس، هذه القضية البارزة وتشير إلى اختلاف كبير في كيفية تناولها بين وسائل الإعلام الأمريكية والفرنسية.
تؤكد فاندورن أن هذه القضية تحظى بأهمية بالغة في الولايات المتحدة. لقد تم تخصيص فريق مكون من خمسة أشخاص لتغطية المحاكمة. وصل أحد المنتجين مبكراً جداً صباح يوم الثلاثاء، في تمام الساعة الخامسة، للوقوف في الطابور لضمان الحصول على مقعد داخل قاعة المحكمة. كان من المهم جداً بالنسبة لهم الاستماع إلى كيم كارداشيان، وسماع أقوالها، وملاحظة مشاعرها. أما فاندورن نفسها، فستقوم بعمل بث مباشر طوال اليوم خارج المحكمة. تركز وسائل الإعلام الأمريكية بشكل كبير على العنف الذي صاحب عملية السرقة، والتي حدثت في عام 2016 وسرقت خلالها مجوهرات بقيمة تسعة ملايين يورو.
إلى جانب العنف، هناك تفاصيل وصفها فاندورن بأنها "استثنائية" في هذه القضية التي تبدو وكأنها "مغامرة معقدة". من بين هذه التفاصيل تسمية المتهمين بـ "لصوص الأجداد" نظراً لأنهم تجاوزوا الستين عاماً، وحقيقة أن خاتم الخطوبة لم يتم العثور عليه أبداً، وفرار اللصوص بالدراجات الهوائية. كل هذه التفاصيل تجعل المحاكمة غير نمطية.
لاحظت صحفية CNN اختلافاً واضحاً في تناول القضية منذ البداية. في الصحافة الفرنسية، لم يُذكر أحياناً حتى أن الحادثة كانت سرقة مسلحة. تبدو وسائل الإعلام الفرنسية مفتونة بـ "لصوص الأجداد"، هذا الاسم الذي يظهر في عناوين المقالات مع إيحاء بأنهم ربما كانوا غير مؤذيين. في الولايات المتحدة، كان التركيز بشكل كبير على حقيقة أنها كانت عملية عنيفة، وأن كيم كارداشيان قيدت، وأنها شعرت بالخوف على حياتها واعتقدت أنها ستتعرض للاغتصاب. على النقيض من ذلك في فرنسا، "هناك نوع من الانبهار بالشخصيات والمتهمين في هذه القضية".
عند شرح هذا الاختلاف، تتذكر ساسكيا فاندورن أنه مباشرة بعد السرقة، غرد العديد من المشاهير في الولايات المتحدة برسائل دعم لكيم كارداشيان، بينما في فرنسا، سرعان ما ظهر أشخاص يتحدثون عن الحادثة وكأنها استحقّت ما حدث لها بشكل ما. تتذكر فاندورن أن شخصيات مثل كارل لاغرفيلد انتقدت كيم كارداشيان.
«كان هناك اعتقاد بأنه إذا استعرضت ثروتك، إذا نشرت مجوهراتك على إنستغرام، فلا ينبغي أن تتفاجأ إذا جاء أحدهم ليسلبها».
لكن في الولايات المتحدة، إظهار الثروة ليس أمراً سلبياً، بل هو شيء يمكن أن يُفتخر به. لذلك، كان هناك بالفعل هذا التنافر و"الصدام الثقافي" فور وقوع السرقة. فرنسا ربما "أضفت طابعاً رومانسياً" على المتهمين، وهناك تعاطف أقل بكثير مع كيم كارداشيان مقارنة بالولايات المتحدة.
هل هذا جانب تتحدثين عنه في مداخلاتك؟ تجيب فاندورن بالإيجاب، مشيرة إلى أن سؤالين رئيسيين يتكرران باستمرار. الأول هو الاسم الذي يطلق على المتهمين، "لصوص الأجداد" (grandpa gang بالإنجليزية)، والذي يبدو غريباً للأمريكيين لأنه يوحي بأنهم كبار في السن وغير مؤذيين. السؤال الثاني هو لماذا وصلت القضية إلى المحكمة بعد تسع سنوات. يبدو هذا وقتاً طويلاً للغاية بالنسبة لهم، وتحاول فاندورن شرح أن التأخير يعود لأسباب متعددة، بما في ذلك الهجمات الإرهابية، جائحة كوفيد، وأيضاً مرض العديد من المتهمين.