جدل في أوروبا: قانون يسمح بمبيد حشري يُشتبه في ارتباطه بمرض باركنسون

جدل في أوروبا: قانون يسمح بمبيد حشري يُشتبه في ارتباطه بمرض باركنسون

في كلمات قليلة

أثار قانون فرنسي جديد يسمح بالاستخدام المحدود لمبيد الأسيتامبريد جدلاً واسعاً. يحذر علماء السموم من أن المادة، رغم فائدتها للزراعة، قد تشكل أخطاراً جسيمة على النظم البيئية وصحة الإنسان، مع وجود دراسات تربطها بأمراض عصبية.


أثار قانون فرنسي جديد، يُعرف باسم "قانون دوبلومب"، جدلاً واسعاً وعميقاً، حيث يسعى لإعادة ترخيص استخدام مبيد حشري يُدعى الأسيتامبريد بشكل مؤقت ومقيد. هذا القرار وضع الأوساط العلمية والزراعية في مواجهة مباشرة، مما استدعى تدخل الخبراء لتوضيح الحقائق بعيداً عن الآراء المتضاربة.

ينتمي الأسيتامبريد إلى عائلة النيونيكوتينويدات، وهي مواد كيميائية اصطناعية تحاكي تأثير النيكوتين وتستهدف الجهاز العصبي للحشرات. في عام 2018، حظرت فرنسا استخدام هذه المواد بسبب سميتها المثبتة على النظم البيئية، وخاصة النحل، وظهور مؤشرات تحذيرية حول تأثيرها على صحة الإنسان. لكن المشكلة تكمن في أن المفوضية الأوروبية لم تعمم هذا الحظر على مستوى الاتحاد الأوروبي، مما خلق حالة من المنافسة غير العادلة ضد المزارعين الفرنسيين.

القانون الجديد يسمح باستخدام الأسيتامبريد بشكل استثنائي حتى عام 2033 لحماية المحاصيل. يجادل البعض بأن هذا المبيد أقل خطورة مقارنة بغيره من النيونيكوتينويدات، حيث أظهرت الدراسات التي أجرتها الشركات المصنعة أنه لا يقتل النحل عند استخدامه بالجرعات الموصى بها. حتى الهيئة الأوروبية لسلامة الأغذية (EFSA) وصفت المخاطر على النحل بأنها "منخفضة" نظرياً.

لكن الشكوك قائمة حول سلامة المنتج في الظروف الواقعية. يتساءل العلماء عن سلوكه عند اختلاطه بمواد سامة أخرى في الحقول، وعن الجرعات الحقيقية التي يتعرض لها النحل. وقد أظهرت دراسات علمية مستقلة حديثة أن الأسيتامبريد، خاصة عند استخدامه مع مبيدات أخرى، يضر بالميكروبيوم والقدرات الإدراكية للنحل على المدى الطويل.

الأمر الأكثر إثارة للقلق هو المخاطر المحتملة على صحة الإنسان. أظهرت الدراسات أن الأسيتامبريد يتراكم في الدم والبول والشعر، بل وحتى في السائل الدماغي الشوكي لدى البشر، مما يعني أنه يخترق مناطق معينة في الدماغ. كما أنه قادر على عبور حاجز المشيمة والوصول إلى السائل الأمنيوسي المحيط بالجنين. ورغم أن العواقب الدقيقة لم تُعرف بعد، إلا أن دراسات أجريت على الحيوانات أثبتت تأثيره على النواقل العصبية.

في تجارب على الفئران، أدى التعرض المتكرر للأسيتامبريد إلى تغيرات عصبية وحركية تشبه أعراض مرض باركنسون. ويعتقد عدد متزايد من العلماء أن هذه التأثيرات قد تحدث أيضاً لدى البشر، حيث لوحظت مستويات مرتفعة بشكل غير طبيعي من المادة لدى أشخاص يعانون من اضطرابات النمو العصبي. هذه المؤشرات الخطيرة دفعت الهيئة الأوروبية لسلامة الأغذية إلى خفض عتبات الامتصاص الآمنة للمادة خمسة أضعاف في عام 2024. وتبقى الحقيقة أن الجدل يزدهر بسبب هذا "الفراغ العلمي"، حيث لا توجد أدلة قاطعة، مما يترك الباب مفتوحاً بين مبدأ الحيطة والحذر والاحتياجات الاقتصادية.

نبذة عن المؤلف

أندريه - صحفي رياضي، يغطي الرياضات الأمريكية. تتيح تقاريره عن مباريات NBA وNFL وMLB للقراء الغوص في عالم الرياضة الأمريكية المثير.