
في كلمات قليلة
حقق فيلم "لويز فيوليه"، الذي يتناول قصة معلمة تُكلَّف بتطبيق التعليم العلماني في قرية فرنسية عام 1889، نجاحًا كبيرًا وغير متوقع في شباك التذاكر الفرنسي. تركز نجاح الفيلم بشكل أساسي خارج العاصمة باريس، مما يسلط الضوء على وجود اهتمام كبير بقضايا الهوية والثقافة والتاريخ الفرنسي في الأقاليم التي غالبًا ما تتجاهلها وسائل الإعلام الكبرى.
في ظاهرة سينمائية لافتة، حقق فيلم "لويز فيوليه" نجاحًا جماهيريًا كبيرًا في شباك التذاكر الفرنسي، متجاوزًا أفلامًا حائزة على جوائز مرموقة مثل "أنورا" الفائز بالسعفة الذهبية في مهرجان كان 2024. ورغم صدوره في نوفمبر الماضي، إلا أن الفيلم نجح في جذب أكثر من 672 ألف مشاهد، محققًا إنجازًا استثنائيًا بعيدًا عن أضواء العاصمة باريس والدوائر الإعلامية الكبرى.
يكمن سر هذا النجاح الهادئ في قصته التي تدور أحداثها عام 1889، حيث تُرسل معلمة باريسية، تجسدها الممثلة ألكسندرا لامي، إلى قرية ريفية لتطبيق القوانين الجديدة التي تنص على أن التعليم يجب أن يكون علمانيًا ومجانيًا وإلزاميًا. هناك، تواجه تحديات كبيرة في بيئة ترفض التغيير، مما يجبرها على استخدام العزيمة والدبلوماسية لنشر مبادئ التعليم الجمهوري.
هذا النجاح يكشف عن انقسام ثقافي واضح في فرنسا. فوفقًا لبيانات شركة "ComScore"، كانت نسبة مشاهدة الفيلم في الأقاليم والمناطق الريفية أعلى بـ 14 مرة من باريس وضواحيها، في حين أن المتوسط الطبيعي للأفلام الأخرى هو 6 أضعاف فقط. وقد اعتمد موزعو الفيلم استراتيجية ذكية، حيث ركزوا على تنظيم عروض أولية مكثفة خارج المدن الكبرى، مدركين أن قصة الفيلم وأبطاله ومواضيعه، مثل العلمانية ونهاية عصر الفلاحين وبداية التصنيع، ستلقى صدى أعمق لدى جمهور الأقاليم.
يثبت النجاح اللافت لفيلم "لويز فيوليه" أن هناك جمهورًا واسعًا في فرنسا لا يزال مهتمًا بقيم أساسية مثل التعليم العلماني والهوية الوطنية، حتى لو كانت وسائل الإعلام المركزية تتجاهل هذه الاهتمامات. إنه دليل على أن الثقافة الفرنسية لا تزال حية ومتجذرة في الأرياف والمدن الصغيرة، التي سئمت من شعورها بالتهميش أو الإهمال.