جدل في فرنسا: نقابة الأطباء تحذر من إعادة استخدام مبيد حشري "خطير"

جدل في فرنسا: نقابة الأطباء تحذر من إعادة استخدام مبيد حشري "خطير"

في كلمات قليلة

أعلنت نقابة الأطباء الفرنسية معارضتها لقانون "دبلومب" الذي قد يسمح بإعادة استخدام مبيد الأسيتاميبريد المحظور منذ 2018. وحذرت النقابة من مخاطر صحية جسيمة مثل السرطان والاضطرابات العصبية، مشددة على أن الحجج الاقتصادية لا تبرر تجاهل سلامة المواطنين والبيئة.


أعلن المجلس الوطني لنقابة الأطباء في فرنسا (Cnom) في بيان رسمي معارضته الشديدة لما يُعرف بـ "قانون دبلومب"، مؤكداً أن "الشكوك لم تعد مقبولة" وأن "التحذيرات الصحية لا يمكن تجاهلها".

وأعربت النقابة عن أسفها "للفجوة المستمرة بين المعرفة العلمية المتاحة والقرارات التنظيمية"، معتبرة أن هذا الوضع "يقوض التطبيق الفعلي للمبدأ الدستوري المتمثل في الاحتراز". يأتي هذا الموقف في وقت تجاوزت فيه عريضة شعبية ضد القانون حاجز التوقيعات المطلوب على موقع الجمعية الوطنية.

ويهدف هذا القانون المثير للجدل إلى السماح، بشروط معينة، بإعادة استخدام مبيد الأسيتاميبريد، وهو مبيد حشري يُحتمل أن يكون ضاراً بصحة الإنسان، وكان قد تم حظره في فرنسا منذ عام 2018، إلا أنه لا يزال مسموحاً به في دول أوروبية أخرى.

"على الصعيد الطبي، نؤكد أن الشك ليس مقبولاً عندما يتعلق الأمر بمواد قد تعرض السكان لمخاطر جسيمة، مثل: الاضطرابات النمائية العصبية، وسرطانات الأطفال، والأمراض المزمنة. لا يمكن تجاهل هذه التحذيرات"، تشدد الهيئة الطبية.

وكانت جمعيات علمية ومنظمات تمثل المرضى قد دعت في وقت سابق المجلس الدستوري إلى رفض النص التشريعي. ومن المتوقع أن يصدر المجلس قراره في الأيام المقبلة.

وترى نقابة الأطباء أن "الحاجة إلى حماية المحاصيل والتشوهات التنافسية داخل الاتحاد الأوروبي لا ينبغي أن تستخدم كحجج لتخفيف يقظتنا فيما يتعلق بحماية التنوع البيولوجي وصحة الإنسان". كما تعهدت النقابة بإطلاق "نقاش موسع" حول "العلاقة بين الصحة والبيئة"، يجمع بين الأطباء والخبراء العلميين والمزارعين والسياسيين وممثلي المواطنين.

ويزيد هذا البيان من الضغط على الحكومة الفرنسية التي تواجه بالفعل تعبئة شعبية ومؤسسية واسعة النطاق. وكان الرئيس الفرنسي قد صرح بأنه ينتظر قرار المجلس الدستوري قبل التعليق على العريضة، داعياً إلى التوفيق بين "العلم" و"المنافسة العادلة" في المسائل البيئية.

ويتركز الجدل حول القانون بشكل أساسي على إعادة استخدام الأسيتاميبريد، الذي يطالب به منتجو بنجر السكر والبندق، بحجة عدم وجود بدائل لمكافحة الآفات وتعرضهم لمنافسة غير عادلة من نظرائهم الأوروبيين. في المقابل، يحذر مربو النحل من أن هذا المبيد هو "قاتل للنحل"، كما أن آثاره على صحة الإنسان تثير قلقاً متزايداً، على الرغم من أن المخاطر لا تزال غير مؤكدة تماماً بسبب نقص الدراسات واسعة النطاق.

نبذة عن المؤلف

باول - محلل دولي، يحلل السياسة الخارجية لفرنسا والعلاقات الدولية. تساعد تعليقاته الخبراء في فهم موقف فرنسا على الساحة العالمية.