جفاف قياسي يضرب شمال أوروبا ويهدد المحاصيل الزراعية

جفاف قياسي يضرب شمال أوروبا ويهدد المحاصيل الزراعية

في كلمات قليلة

تواجه شمال أوروبا جفافاً شديداً لم تشهده منذ عقود، مما يهدد بشكل كبير إنتاج المحاصيل الزراعية في المنطقة. النقص الحاد في المياه يجبر المزارعين على تغيير أساليبهم.


تشهد عدة دول في شمال أوروبا موجة جفاف غير مسبوقة لم تسجل منذ عقود طويلة. وإذا استمر نقص الأمطار، فقد يؤثر ذلك بشكل كبير على الغلة المستقبلية للمحاصيل التي يزرعها المزارعون حالياً.

يشرح خبراء الزراعة أن نقص المياه في الحقول يحد من نمو محاصيل مثل القمح والذرة والسلجم والشعير. فقد شهد الربيع أمطاراً أقل بكثير من المعدل الطبيعي في شمال فرنسا والمملكة المتحدة وهولندا، وأصبحت التربة جافة لدرجة أنها ترابية في بعض الأماكن. لم تنبت البذور التي زُرعت في الربيع بعد بسبب الجو الجاف بشكل استثنائي.

يقول مزارع من شرق إنجلترا إنه «يصلي من أجل هطول المطر»، حيث تشهد المملكة المتحدة حتى الآن أكثر فصول الربيع جفافاً منذ أكثر من قرن ونصف. ينتقل الطقس من النقيض إلى النقيض: أمطار غزيرة في الشتاء، ثم قلة الأمطار في الربيع والصيف. يقر المزارعون الآن بضرورة تكييف أساليب الزراعة أو «استكشاف أصناف جديدة» مقاومة للجفاف.

في شمال إنجلترا، أصبحت مستويات المياه في الخزانات «منخفضة بشكل خاص، بل استثنائي»، وفقاً لوكالة البيئة. بدأ بعض المزارعين في الري في وقت أبكر من المعتاد. دعا الاتحاد الزراعي الرئيسي إلى استثمارات في إنشاء خزانات مياه مباشرة في المزارع. في هولندا، لم تهطل أمطار قليلة بهذا القدر منذ بدء التسجيلات في عام 1906.

في الدنمارك، حذر المعهد الوطني للأرصاد الجوية في أوائل مايو من أن الأشهر الثلاثة الماضية كانت جافة بشكل استثنائي، حيث سجل أقل من 63 ملم من الأمطار. منذ عام 1874، لم يحدث سوى سبع مرات أن شهدت الفترة من فبراير إلى أبريل أمطاراً أقل. يضاف إلى ذلك سطوع الشمس ودرجات الحرارة أعلى من المعدل الطبيعي للدنمارك. منذ 15 مايو، تجاوز مؤشر الجفاف 9 أو ساوى 9 على مقياس من 1 إلى 10، وهو ما لم يحدث مبكراً بهذا الشكل منذ إنشاء المؤشر في عام 2005.

في السويد، لا يزال من «المبكر تحديد التأثير على الزراعة هذا الصيف»، حسب اتحاد المزارعين، لكنه ينصح المزارعين بإعادة النظر في خططهم لإدارة المياه.

في فرنسا، المياه الجوفية ممتلئة بشكل جيد تحت الأرض، لكن النباتات تحتاج إلى الماء على السطح لتنمو، وبالتالي تحتاج إلى المطر. وقد وُضعت منطقة نور في حالة تأهب للجفاف منذ يوم الاثنين، حيث تلقت المنطقة بين فبراير وأوائل مايو كمية الأمطار التي تسقط عادة في شهر واحد، وساهمت الرياح الشمالية الشرقية في تفاقم جفاف التربة. لذلك يعتمد المزارعون بشكل متزايد على الري.

يُعد الري «تعويضاً عن نقص الأمطار»، كما يقر الخبير الزراعي، لكن يجب «توفير الموارد اللازمة للقيام بذلك». تُسحب المياه للري من المياه الجوفية أو المسطحات المائية القريبة أو خزانات المياه. في فرنسا أيضاً، درجات الحرارة أعلى من المعدل الطبيعي، خاصة في منطقة هوت دو فرانس، مما يجعل الجو «أكثر جفافاً» ويؤدي إلى زيادة «التبخر النتحي (مزيج من تبخر الماء من التربة ومن النباتات)»، وبالتالي زيادة حاجة النباتات إلى الماء. يتناقض هذا الجفاف الشديد في جزء من شمال أوروبا مع الوضع في جنوب القارة، وخاصة في إسبانيا والبرتغال، حيث سجلت كميات أمطار تبلغ ضعف الكميات المعتادة خلال هذه الفترة.

نبذة عن المؤلف

يانا - صحفية متخصصة في قضايا التعليم والعلوم في فرنسا. تعتبر موادها عن الجامعات الفرنسية والإنجازات العلمية دائمًا ذات صلة ومفيدة.