
في كلمات قليلة
يطلق الاتحاد الأوروبي خطة ضخمة بمليارات اليوروهات لتحديث شبكة النقل لمواجهة التهديدات العسكرية المحتملة من روسيا. البنية التحتية الحالية، بما في ذلك الجسور والطرق، غير مهيأة لنقل المعدات العسكرية الثقيلة بسرعة. تهدف الخطة إلى تمكين حركة القوات السريعة عبر القارة بالتعاون مع الناتو.
أعلن الاتحاد الأوروبي عن خطة ضخمة لإنفاق مليارات اليوروهات لتحديث شبكة النقل في القارة بهدف تسهيل التنقل العسكري، معتبراً أن البنية التحتية الحالية تشكل نقطة ضعف خطيرة في حال نشوب صراع مع روسيا.
وقد صرح مسؤولون أوروبيون بأن نقل المعدات العسكرية من غرب القارة إلى شرقها قد يستغرق أسابيع أو حتى أشهراً في ظل الظروف الحالية. وحذر أبوستولوس تزيتزيكوستاس، المفوض الأوروبي للنقل، من أنه "إذا تم استدعاء دبابات الناتو للتدخل في حال وقوع غزو روسي على الحدود الشرقية للاتحاد الأوروبي، فإنها ستعلق في الأنفاق، وتتسبب في انهيار الجسور، وتتوقف بسبب بروتوكولات الحدود".
ويرى الاتحاد الأوروبي أن مفتاح الدفاع عن القارة يكمن في قدرة الجيوش على التحرك بسرعة لمواجهة أي تهديد من الشرق، وهو ما يتطلب إمكانية نقل القوات في غضون ساعات أو أيام قليلة.
الخطة تشمل تحديث أكثر من 500 منشأة بنية تحتية بالتعاون مع حلف شمال الأطلسي (الناتو)، وذلك ضمن أربعة ممرات عسكرية رئيسية.
وتتضمن التفاصيل العملية للخطة تحديث وتوسيع وبناء جسور جديدة قادرة على تحمل المركبات العسكرية الثقيلة. كما سيتم تكييف محاور طرق استراتيجية، حيث إن الطرق الحالية مصممة لتحمل شاحنات تصل إلى 40 طناً، بينما يمكن أن يصل وزن الدبابة إلى 70 طناً.
وستحظى الموانئ باهتمام خاص، حيث يسعى المسؤولون الأوروبيون إلى تحديد نقاط ضعفها، مثل نقص البنية التحتية أو ضعف الاتصال بالإنترنت، والتي قد تعرقل التحركات العسكرية أو تسهل الهجمات الإلكترونية. كما تعد حماية الكابلات البحرية التي تضمن الاتصالات مصدر قلق كبير، خاصة مع الاشتباه في تورط روسيا في عدة حوادث تخريب خلال الأشهر الأخيرة.
وذكرت تقارير أن أوروبا قد تستثمر ما يصل إلى 17 مليار يورو في تحديث شبكة النقل العسكري، وهو ما يزيد عشرة أضعاف عن الميزانية الحالية المخصصة لهذا الغرض. ويأتي هذا في إطار خطة أوسع يعتزم الاتحاد الأوروبي من خلالها استثمار 800 مليار يورو في مجال الدفاع خلال السنوات المقبلة، تحسباً لمواجهة محتملة مع روسيا وفي ضوء تراجع الالتزام العسكري الأمريكي في أوروبا.
وقد حذر الأمين العام لحلف الناتو، مارك روته، من أن روسيا قد تهاجم إحدى دول الحلف بحلول عام 2030، وهو تحذير تأخذه أجهزة المخابرات الأوروبية على محمل الجد.