
في كلمات قليلة
تقليدياً، يختار البابوات الرومان الجدد اسماً جديداً بعد انتخابهم. هذا الاختيار له معنى رمزي عميق، يشير إلى اتجاه حبريته المستقبلية وعلاقته بالباباوات السابقين أو القديسين.
عندما يتم انتخاب بابا روماني جديد للكرسي الرسولي، يكون أحد أول قراراته هو اختيار اسم جديد لنفسه. هذا التقليد، الذي يعود إلى قرون مضت، يحمل معنى رمزياً عميقاً ويعد مؤشراً هاماً على توجه فترة حبريته المستقبلية.
مباشرة بعد الحصول على موافقته على الانتخاب الكنسي، يطرح عميد مجمع الكرادلة على البابا المنتخب حديثاً سؤالاً باللاتينية: «Quo nomine vis vocari؟» أي «بأي اسم تود أن تُسمى؟» يؤكد هذا السؤال على أهمية اللحظة وحساسية الاختيار الذي سيتم اتخاذه.
اختيار الاسم ليس عشوائياً؛ بل هو قرار مدروس بعناية. قد يشير الاسم المختار إلى الاستمرارية مع الباباوات السابقين (مثل اختيار أسماء يوحنا بولس، بندكتس، بيوس)، أو على العكس، قد يرمز إلى اتجاه جديد وقطع مع الماضي. على سبيل المثال، اختار البابا فرنسيس اسمه تكريماً للقديس فرنسيس الأسيزي، المعروف بتفانيه للفقراء وبساطته، وهذا ما أصبح سمة رئيسية لحبريته.
يفكر الكرادلة المشاركون في المجمع المغلق في هذا الأمر مسبقاً. الوقت بين انتخاب البابا الجديد وتقديمه للمؤمنين من الشرفة المركزية لبازيليكا القديس بطرس في روما قصير جداً، مما يستدعي اتخاذ قرار سريع بشأن اختيار الاسم.
وبالتالي، فإن تغيير اسم البابا ليس مجرد إجراء شكلي، بل هو إعلان هام عن نواياه ورؤيته لخدمة الكنيسة الكاثوليكية.