مفاوضات نووية حاسمة في إسطنبول: إيران وأوروبا على المحك وسط تهديدات بفرض عقوبات

مفاوضات نووية حاسمة في إسطنبول: إيران وأوروبا على المحك وسط تهديدات بفرض عقوبات

في كلمات قليلة

عُقد في إسطنبول اجتماع بين وفد إيراني وممثلين عن فرنسا وألمانيا وبريطانيا لاستئناف المحادثات حول البرنامج النووي الإيراني. وتضغط الدول الأوروبية من أجل عودة طهران للامتثال للاتفاق النووي، مهددة بإعادة فرض العقوبات الدولية في حال فشل المفاوضات.


في لقاء طال انتظاره، اجتمع وفد إيراني يوم الجمعة في إسطنبول مع مبعوثين من القوى الأوروبية الثلاث، فرنسا وبريطانيا وألمانيا، لاستئناف المحادثات حول البرنامج النووي الإيراني. يأتي هذا الاجتماع في وقت تهدد فيه هذه الدول بإعادة فرض عقوبات صارمة على طهران.

صرح نائب وزير الخارجية الإيراني، كاظم غريب آبادي، قائلاً: "أجرينا مناقشة جادة وصريحة ومعمقة مع الدول الأوروبية الثلاث"، مضيفاً أنه "تم الاتفاق على مواصلة المشاورات".

يأمل الدبلوماسيون الأوروبيون أن تنجح هذه المباحثات في إحياء المفاوضات الرامية إلى تقييد أو إنهاء البرنامج النووي الإيراني. وتحث القوى الأوروبية طهران على استئناف الحوار مع واشنطن بشأن برنامجها النووي، وتطالبها باتخاذ خطوات ملموسة لاستعادة الثقة الدولية في الطبيعة السلمية لأنشطتها النووية.

يأتي هذا الاجتماع كأول لقاء منذ الهجمات التي استهدفت مواقع نووية وعسكرية رئيسية في إيران منتصف يونيو، والتي أشعلت حرباً استمرت 12 يوماً. وكانت إيران قد أوقفت المفاوضات الناشئة مع الولايات المتحدة بعد الهجوم الذي ألحق أضراراً بالمنشآت النووية والبنية التحتية في البلاد.

تهديد بإعادة فرض العقوبات

في حال استمرت إيران في عزلتها، يؤكد الأوروبيون أنهم سيبدأون إجراءات لإعادة فرض العقوبات الأممية والمتعددة الأطراف، التي تم تعليقها بموجب الاتفاق التاريخي لعام 2015. نص هذا الاتفاق على قيود كبيرة على البرنامج النووي الإيراني مقابل رفع تدريجي للعقوبات. إلا أن الولايات المتحدة انسحبت من جانب واحد من الاتفاق خلال ولاية دونالد ترامب، وأعادت فرض عقوباتها.

ورغم تمسك باريس ولندن وبرلين بالاتفاق آنذاك، إلا أنهم يتهمون طهران اليوم بعدم احترام التزاماتها، مما قد يؤدي إلى تفعيل آلية "سناب باك" (Snapback)، وهي بند يسمح لأطراف الاتفاق بإعادة فرض العقوبات قبل انتهاء صلاحيته في أكتوبر 2025 في حال حدوث انتهاكات.

ومع أن نتائج اجتماع الجمعة لا تزال غير مؤكدة، فإن مهلة أكتوبر تلوح في الأفق. وقد صرح الأوروبيون بأنهم سيتخذون إجراءات لإعادة العقوبات بحلول الخريف إذا لم تُظهر إيران جهداً جاداً للتوصل إلى اتفاق جديد.

موقف إيران النووي ثابت

من جانبه، وصف نائب وزير الخارجية الإيراني، كاظم غريب آبادي، اللجوء إلى آلية "سناب باك" بأنه "غير قانوني على الإطلاق"، متهماً القوى الأوروبية بـ"إنهاء التزاماتها" بعد انسحاب الولايات المتحدة. وأضاف: "حذرناهم من المخاطر، لكننا ما زلنا نبحث عن أرضية مشتركة".

وهددت طهران بالانسحاب من معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية (TNP) إذا تمت إعادة فرض العقوبات. وفي الوقت نفسه، تسعى إيران لتجنب سيناريو عودة العقوبات الذي سيزيد الضغط على اقتصادها الهش. وكانت قد علقت تعاونها مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية مطلع يوليو، محملة إياها جزءاً من المسؤولية عن الضربات الأخيرة.

وكانت الوكالة الدولية للطاقة الذرية قد حذرت من أن إيران هي الدولة الوحيدة غير الحائزة على أسلحة نووية التي تخصب اليورانيوم بنسبة تصل إلى 60%، وهو مستوى يتجاوز بكثير حد الـ 3.67% المنصوص عليه في اتفاق 2015.

عقبة الموقف الأمريكي

لا يزال الخلاف قائماً بين الولايات المتحدة وإيران بشأن تخصيب اليورانيوم؛ فطهران تعتبره حقاً "غير قابل للتفاوض" لتطوير برنامج نووي مدني، بينما تعارضه واشنطن بشدة. وتزداد التوترات مع رفض إيران التخلي الكامل عن التخصيب، فيما تلوح واشنطن وإسرائيل بالتهديد بشن ضربات جديدة لمنع إيران من صنع سلاح نووي، مما يزيد من تعقيد المفاوضات الأوروبية.

نبذة عن المؤلف

أندريه - صحفي رياضي، يغطي الرياضات الأمريكية. تتيح تقاريره عن مباريات NBA وNFL وMLB للقراء الغوص في عالم الرياضة الأمريكية المثير.