"مهزلة باريسية": تغريم رسام 68 يورو لرميه سيجارة مطفأة في سلة مهملات محطة القطار

"مهزلة باريسية": تغريم رسام 68 يورو لرميه سيجارة مطفأة في سلة مهملات محطة القطار

في كلمات قليلة

غُرّم الرسام ستيفان أويري 68 يورو في محطة قطار باريسية لأنه ألقى عقب سيجارة مطفأة في سلة المهملات، في حادثة ترمز إلى موجة من الغرامات التعسفية التي يشتكي منها مستخدمو النقل العام الفرنسي. وقد دفع أويري المبلغ لتجنب مضاعفته، معتبراً نفسه ضحية لـ "مهزلة بيروقراطية".


تزايدت حالة الاستياء بين مستخدمي وسائل النقل العام في فرنسا، حيث يشعرون ليس فقط بانعدام الأمان، بل ويعتقدون أنهم يتعرضون لغرامات غير عادلة من قبل وكلاء شركات النقل. وتُعد القصة الأخيرة للرسام ستيفان أويري مثالاً صارخاً على هذا التوتر المتصاعد.

وقعت الحادثة في محطة قطار RER Rosa Parks، التي أصبحت رمزاً للغرامات المثيرة للجدل. كان أويري، وهو رسام في الخمسينيات من عمره، قد انتهى من تدخين سيجارته في طريقه إلى المحطة. وروى أويري: «قبل الدخول إلى المحطة، أطفأت سيجارتي ولم أجد سلة مهملات للعقب». وبدلاً من التخلص منه في الشارع، احتفظ به ودخل إلى المنطقة المغطاة للمحطة، حيث ألقاه في أول سلة مهملات صادفها.

في تلك اللحظة، أوقفه فريق من ثلاثة وكلاء تابعين لـ SNCF. وطالبت الوكيلة بأوراقه، ثم وبخته قائلة: «أنت تدخن في محطة القطار، وهذا ممنوع». دافع أويري عن نفسه بابتسامة، معتقداً أنها مزحة: «هل تمزحون؟ لم أكن أدخن، لقد رميت لتوي عقباً مطفأً في سلة المهملات».

لكن الوكلاء أصروا على موقفهم، وطالبوه بدفع غرامة فورية قدرها 68 يورو، مع التهديد برفعها إلى 118 يورو في حال عدم الدفع الفوري. دفع أويري المبلغ وهو في حالة صدمة، ليجد على الإيصال تهمة «انتهاك حظر التدخين»، رغم أن السيجارة كانت مطفأة تماماً.

بعد الحادثة، شعر أويري بالإهانة، قائلاً: «لقد عاملوني كأحمق». قصته ليست فريدة؛ فالعديد من الركاب يشاركون قصصاً مماثلة عن غرامات يعتبرونها تعسفية. وتشمل الأمثلة غرامة على طرد اعتُبر «ضخماً» رغم أنه ضمن الحدود المسموح بها، وغرامة 270 يورو على شاب لوضعه قدميه على مقعد، وغرامة 200 يورو على مسافر آخر لعدم تغيير صورته القديمة في بطاقة النقل.

ومن المفارقات التاريخية، أن محطة Rosa Parks سُميت تيمناً بالناشطة الأمريكية الأفريقية التي غُرّمت عام 1955 لرفضها التنازل عن مقعدها لرجل أبيض في الحافلة. وبعد سبعين عاماً، أصبحت المحطة التي تحمل اسمها نقطة تجمع للتوترات، حيث يرفض الركاب "الانحناء" أمام ما يعتبرونه ظلماً بيروقراطياً، مستلهمين روح المقاومة ضد الإجحاف.

نبذة عن المؤلف

يوري - صحفي متخصص في قضايا الأمن والدفاع في فرنسا. تتميز مواده بالتحليل العميق للوضع العسكري والسياسي والقرارات الاستراتيجية.