
في كلمات قليلة
نجح مسبار ناسا "لوسي"، الذي سمي على اسم اكتشاف حفرية الإنسان البدائي الشهيرة، في التحليق بنجاح بالقرب من الكويكب "دونالدجوهانسون" في حزام الكويكبات الرئيسي. أظهرت الصور التفصيلية الأولى التي تم الحصول عليها أن الكويكب عبارة عن جسم ثنائي متلامس ذي شكل غير عادي يشبه العظم. هذا التحليق هو جزء من مهمة "لوسي" الأكبر لاستكشاف الكويكبات.
نجح مسبار وكالة ناسا الفضائية "لوسي"، الذي يقوم بمهمة طويلة الأمد لاستكشاف الكويكبات، في إجراء تحليق ناجح بالقرب من كويكب في حزام الكويكبات الرئيسي وأرسل أول صور تفصيلية له إلى الأرض. هذا الكويكب هو المسمى "دونالدجوهانسون" (Donaldjohanson).
التقى المسبار بالكويكب بعد ظهر الأحد الماضي، على بعد أكثر من 200 مليون كيلومتر من الأرض، في حزام الكويكبات الواقع بين مداري المريخ والمشتري. حلق المسبار "لوسي" على مسافة تقل قليلاً عن 1000 كيلومتر من الكويكب "دونالدجوهانسون"، والتقط سلسلة من الصور التي كشفت عن مظهره المدهش.
كما كان متوقعاً، الكويكب طويل وممدود جداً، حيث يبلغ طوله أكثر قليلاً من 8 كيلومترات وعرضه حوالي 3 كيلومترات. ولكن الأهم هو أن الصور أظهرت أنه على الأرجح كويكب ثنائي متلامس، مكون من جسمين منفصلين اندمجا معاً. المظهر العام للكويكب يشبه شكل العظم.
من المثير للاهتمام أن اسم الكويكب "دونالدجوهانسون" مرتبط بقصة اكتشاف حفرية "لوسي" الشهيرة للإنسان البدائي. ففي عام 1974، اكتشف عالم الأنثروبولوجيا الأمريكي دونالد جوهانسون في إثيوبيا الهيكل العظمي الأحفوري الشهير للإنسان البدائي الذي يعود تاريخه إلى 3.2 مليون سنة، والذي أطلق عليه اسم "لوسي". كان لهذا الاكتشاف أهمية كبيرة في فهم تطور الإنسان، حيث أظهر أن القدرة على المشي على قدمين ظهرت أبكر بكثير مما كان يعتقد. بعد خمسين عاماً، يقوم المسبار الفضائي الذي يحمل نفس الاسم تقريباً – مسبار ناسا "لوسي" – "باكتشاف" الكويكب الذي سمي تيمناً بمكتشف "لوسي" من أجل دراسته التفصيلية.
مهمة "لوسي" مصممة لسنوات عديدة وتهدف إلى دراسة الكويكبات الطروادية للمشتري، والتي يُعتقد أنها بقايا من النظام الشمسي المبكر. يعد التحليق بالقرب من الكويكب "دونالدجوهانسون" في حزام الكويكبات الرئيسي أحد المراحل المتوسطة لهذه الرحلة الفضائية الطموحة.