
في كلمات قليلة
شهدت باريس سلسلة من الهجمات ومحاولات الاختطاف تستهدف عائلات الأثرياء في مجال العملات الرقمية. يبدو أن المهاجمين يطالبون بفدى ضخمة. تحقق الشرطة الفرنسية في احتمال ربط هذه الجرائم بتسريب بيانات حساسة عبر الدارك ويب.
يعيش مجتمع العملات الرقمية في فرنسا حالة من القلق الشديد على خلفية سلسلة من الهجمات الوحشية ومحاولات الاختطاف التي استهدفت رجال الأعمال في هذا القطاع وأفراد عائلاتهم. يبحث المحققون في فرضية أن تكون هذه الجرائم مرتبطة ببعضها البعض، وربما تكون ناتجة عن تسريب معلومات حساسة عبر منصات الشبكة المظلمة (الدارك ويب).
يتكرر سيناريو الهجمات غالباً: مهاجمون عنيفون، ويُعتقد أنهم يفتقرون إلى الاحترافية الكبيرة، ينفذون أوامر متلقاة لطلب فدية فلكية. في يناير، تعرض ديفيد بالاند، أحد مؤسسي شركة عملات رقمية، للاختطاف والاعتداء. في بداية مايو، تعرض والد رجل جمع ثروة من هذا القطاع لهجوم في وضح النهار في باريس. يوم الأربعاء، 14 مايو، جاء دور بيير نويزا، الرئيس التنفيذي لمنصة تداول العملات الرقمية 'بيميوم' (Paymium)، حيث تم استهداف ابنته وحفيدها البالغ من العمر عامين. محاولة الاختطاف في الدائرة الحادية عشرة بباريس باءت بالفشل، حيث فر المهاجمون الثلاثة على عجل في شاحنة تحمل شعار شركة توصيل أمام أعين المارة المصدومين.
تسببت هذه الأحداث في صدمة جديدة للعاملين في القطاع. يقول أحدهم: "نتساءل جميعاً من سيكون التالي على القائمة. لقد تم تجاوز حد جديد في العنف". وقد أصبحت الأوضاع خطيرة لدرجة أنه تم عقد اجتماع يوم الجمعة بين وزير الداخلية برونو ريتايو، ومدير شرطة باريس لوران نونيز، والعديد من الشخصيات البارزة في مجال العملات الرقمية بفرنسا.
يشير الخبراء إلى أن "المهاجمين لم يعودوا يستهدفون الرؤساء مباشرة، بل أقاربهم، وكأنهم تعلموا من أخطائهم في قضية ديفيد بالاند". يُفترض أن البيانات المتعلقة بأصول العملات الرقمية أو الحياة الشخصية للمستثمرين ورجال الأعمال ربما تم الحصول عليها من قبل المجرمين عبر الدارك ويب، مما سمح لهم بالتخطيط لهجمات تستهدف الحصول على فدى.