
في كلمات قليلة
تشهد فرنسا موجة حر غير معتادة في بداية مايو، مع توقعات بتحطيم أرقام قياسية لدرجات الحرارة. السبب هو مرتفع جوي قوي، لكن خبراء يشيرون إلى دور التغير المناخي في زيادة شدة وتكرار مثل هذه الأحداث.
تتعرض فرنسا لموجة حر غير معتادة ومبكرة، بدأت في أواخر أبريل وتستمر خلال الأيام الأولى من شهر مايو. يتوقع خبراء الأرصاد الجوية أن يتم تسجيل أرقام قياسية لدرجات الحرارة في بعض مدن الشمال الفرنسي خلال هذا الحدث.
تؤثر موجة الحر بشكل خاص على المناطق الشمالية من البلاد. في مدن مثل باريس، روان، ولومان، تجاوزت درجات الحرارة المعدلات الطبيعية بشكل كبير لهذه الفترة من العام. في المقابل، المناطق المطلة على البحر الأبيض المتوسط أقل تأثراً بهذه الظاهرة بسبب الرياح البحرية الباردة نسبياً.
من المتوقع أن تستمر هذه الموجة الحارة لمدة حوالي أربعة أيام، مع بلوغ الذروة يوم الجمعة، قبل أن يبدأ الطقس بالتغير.
سبب هذه الحرارة المرتفعة بشكل غير عادي هو تمركز مرتفع جوي قوي فوق شمال فرنسا. هذه المنطقة من الضغط الجوي العالي تحبس الهواء الساخن بالقرب من السطح، مما يخلق ما يشبه "قدر الضغط" حيث تتراكم الحرارة يوماً بعد يوم، وتصل درجات الحرارة إلى مستويات استثنائية لهذا الموسم.
على الرغم من أن هذا النمط الجوي بحد ذاته ليس استثنائياً تماماً لهذه الفترة من العام، يشير الخبراء إلى دور التغير المناخي. إن الاحتباس الحراري العالمي يمثل "ضوضاء خلفية" تجعل موجات الحر أكثر شدة، وأكثر تكراراً، وتحدث في وقت أبكر من المعتاد، مما يحافظ على درجات الحرارة عند مستويات تاريخية.
ومع ذلك، فإن موجة الحر في أواخر أبريل وبداية مايو تكون عادةً أسهل تحملاً من تلك التي تحدث في ذروة الصيف. لا تصل درجات الحرارة إلى نفس المستويات المرتفعة جداً، وغالباً ما يكون هناك نسيم خفيف، كما أن الليالي الأطول توفر بعض البرودة. بالإضافة إلى ذلك، وبعد شتاء ممطر، يشعر الكثيرون بالرضا عن الخروج من الأجواء الرمادية والاستمتاع بالشمس.
توقعات الطقس تشير إلى أن المرتفع الجوي سيبدأ في التراجع خلال عطلة نهاية الأسبوع. ستصل منطقة من الضغط المنخفض من خليج بسكاي، مما سيؤدي إلى تدهور حاد في الأحوال الجوية بين السبت والأحد. من المتوقع انخفاض كبير في درجات الحرارة، ربما بعشر درجات مئوية خلال 24 ساعة. سيكون يوم الأحد مضطرباً للغاية، مع توقعات بعواصف رعدية في ثلاثة أرباع البلاد.