
في كلمات قليلة
قبل 60 عامًا، أقرت فرنسا إصلاحًا قانونيًا تاريخيًا منح النساء المتزوجات استقلالية مالية وشخصية، وأنهى السلطة المطلقة للزوج. سمح القانون للمرأة بالعمل وفتح حساب بنكي وإدارة ممتلكاتها الخاصة، مما شكل نقطة تحول كبرى في حقوق المرأة بأوروبا.
قبل ستين عاماً، شهدت فرنسا لحظة فارقة في تاريخ حقوق المرأة، مع إنهاء عصر كان فيه الزوج هو \"السيد والمُتحكم\" الأوحد في حياة زوجته. ففي مارس 1965، تبنت حكومة الجنرال ديغول إصلاحاً جذرياً لقوانين الزواج، واصفة إياه بأنه خطوة \"لتحرير المرأة المتزوجة\".
كان القانون السائد آنذاك يمنح الزوج سلطة شبه مطلقة، حيث كان يدير جميع ممتلكات الأسرة، بما في ذلك ممتلكات زوجته الشخصية. لكن الإصلاح الجديد، الذي عُرض على البرلمان في أبريل من نفس العام، جاء ليغير هذا الواقع بشكل كامل.
بموجب القانون الجديد، حصلت المرأة المتزوجة على حزمة من الحقوق التي تعتبر اليوم من المسلمات، ومنها: الحق في ممارسة مهنة دون الحاجة إلى موافقة الزوج، وحرية التصرف في راتبها الخاص، والقدرة على فتح حساب بنكي باسمها، والحصول على قروض. كما أصبح لها دور في تحديد المسار التعليمي لأطفالها والمشاركة في اختيار مسكن الزوجية.
لم تكن هذه هي المحاولة الأولى، ففي عام 1959 قُدم مشروع مشابه، لكن البرلمان اعتبره \"خجولاً جداً\" وتم سحبه. استغرق الأمر ست سنوات أخرى لصياغة الإصلاح الجديد، الذي استند هذه المرة ليس فقط على آراء الخبراء القانونيين، بل على استطلاع للرأي العام، في سابقة من نوعها آنذاك، أظهر أن غالبية الفرنسيين يؤيدون منح المرأة المزيد من الاستقلالية. هذا الإجراء أكد المقولة بأن \"القوانين لا تغير العادات، بل تتبعها\".
أثار توقيت طرح المشروع قبل الانتخابات جدلاً، حيث لاحظت المعارضة أن عدد الناخبات يفوق عدد الناخبين. لكن المؤيدين رأوا في الخطوة رغبة من الرئيس ديغول في أن يُذكر في التاريخ بلقب \"إمبراطور الزوجات\"، وهو اللقب الذي أطلق على الإمبراطور الروماني جستنيان تقديراً لإصلاحاته القانونية المنصفة للمرأة.