
في كلمات قليلة
تقرر إحالة الشرطي المتهم بقتل المراهق نائل في نانتير بفرنسا صيف 2023 إلى محكمة الجنايات بتهمة القتل العمد. الحادثة كانت قد أثارت موجة واسعة من الاحتجاجات وأعمال الشغب في البلاد. من المتوقع أن تبدأ المحاكمة عام 2026.
سيتم تقديم الشرطي الذي أطلق النار على المراهق نائل (17 عاماً) وأرداه قتيلاً في نانتير بفرنسا خلال صيف عام 2023، للمحاكمة أمام محكمة الجنايات بتهمة القتل العمد. أعلن ذلك المدعي العام ورئيس المحكمة في المدينة التي شهدت أسبوعاً من الاضطرابات العنيفة في أعقاب الحادثة، وذلك يوم الثلاثاء الموافق 3 يونيو 2025.
جاء في بيان صادر عن المحكمة القضائية في نانتير أن "قاضيين تحقيق في المحكمة قررا اليوم إصدار أمر إحالة المتهم، وهو موظف شرطة، إلى محكمة الجنايات بتهمة القتل العمد". وأشار البيان إلى أن "المحاكمة قد تعقد أمام محكمة الجنايات في مقاطعة هوت-دو-سين خلال الربع الثاني أو الثالث من عام 2026".
اتبع قضاة التحقيق توصيات النيابة العامة التي طالبت منذ أوائل مارس بإحالة الشرطي المتهم إلى محكمة الجنايات. لقي نائل حتفه برصاصة أطلقها عليه الشرطي من مسافة قريبة أثناء تفتيش المركبة التي كان يقودها. وأصبحت وفاته رمزاً للعنف الشرطي في فرنسا، وتسببت في اندلاع ليالٍ من أعمال الشغب الواسعة في جميع أنحاء البلاد.
فُتح تحقيق فوري في القضية بتهمة القتل، واختُتم هذا التحقيق في الثاني من أغسطس الماضي. وقد دحض مقطع فيديو التقطه هاوٍ ونُشر على شبكات التواصل الاجتماعي الرواية الأولية التي قدمتها الشرطة والتي زعمت أن الشاب حاول دهس الشرطي بدراجته النارية.
محامي الشرطي المتهم، فلوريان إم، الأستاذ لوران-فرانك ليينار، صرح لوكالة الأنباء الفرنسية بأن هذا القرار "خيبة أمل، ولكنه ليس مفاجأة"، مشيراً إلى أنه "كان يتطلب شجاعة من قاضي التحقيق لاتخاذ موقف مختلف عن موقف النيابة". وأوضح المحامي أنه سيستأنف القرار "خلال اليوم"، مؤكداً أنهم يصرون على أن إطلاق النار كان "مشروعاً" ويعتزمون إثبات ذلك أمام المحكمة.
يُذكر أن الشرطي المتهم، فلوريان إم، سُجن لمدة خمسة أشهر خلال فترة التحقيق، قبل أن يُطلق سراحه لاحقاً تحت المراقبة القضائية.
من جهتها، عبّرت محامية والدة نائل، الأستاذة فرانك بيرتون، عن "شعور بالرضا" إزاء القرار. وقالت: "لم نتوقف عن التأكيد على أنه لا شك في ضرورة تصنيف القضية كقتل عمد، وكانت النيابة العامة لديها نفس التقدير، واليوم لدى قاضيي التحقيق نفس التقدير، يبقى الآن إقناع محكمة الجنايات".