
في كلمات قليلة
أعلنت إسرائيل عن "هدنة تكتيكية" لاستئناف دخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة عبر الإسقاط الجوي وفتح المعابر البرية. يأتي هذا القرار في ظل انتقادات دولية واسعة للنظام السابق لتوزيع المساعدات الذي تسبب في سقوط ضحايا. وقد قوبلت الخطوة بتشكيك من الأمم المتحدة ومنظمات إغاثية، التي وصفتها بأنها "ستار دخان" وغير كافية لمواجهة المجاعة المتفاقمة.
أعلنت إسرائيل يوم الأحد عن "هدنة تكتيكية" في عملياتها العسكرية بثلاث مدن في قطاع غزة، بهدف استئناف دخول المساعدات الإنسانية الدولية، وذلك في ظل غضب دولي متصاعد إزاء الأزمة الإنسانية الخانقة الناتجة عن الحصار المستمر منذ خمسة أشهر.
وتشمل الإجراءات الجديدة عمليات إسقاط جوي للمساعدات، حيث أعلنت إسرائيل عن تنفيذ أول عملية إسقاط صباح الأحد. بالتزامن مع ذلك، أفادت وسائل إعلام مصرية بدخول شاحنات مساعدات إنسانية مصرية إلى القطاع عبر معبر رفح الحدودي.
يأتي هذا التطور بعد أن منعت إسرائيل منذ شهر مارس توزيع المساعدات الغذائية عبر وكالات الأمم المتحدة، بزعم أن حركة حماس تستولي عليها، وهو ادعاء لم تقدم عليه أدلة قاطعة.
نظام توزيع المساعدات السابق أودى بحياة أكثر من 1000 شخص
بعد تعليق مفاوضات الهدنة في مارس، فرضت إسرائيل حصاراً كاملاً على المساعدات لمدة شهرين، قبل أن تسمح بتوزيعها حصراً عبر مؤسسة خاصة تُدعى "المؤسسة الإنسانية لغزة" (GHF)، المعروفة بصلاتها الوثيقة بالحكومتين الإسرائيلية والأمريكية وغموض آليات عملها.
هذه المؤسسة، التي أصبحت المصدر الوحيد للمساعدات، كانت تجري عمليات توزيع نادرة في مناطق محددة، مما أجبر سكان غزة على قطع مسافات طويلة للوصول إليها. وقد تحولت نقاط التوزيع هذه، التي تتم بحضور القوات الإسرائيلية، إلى مصائد للموت. واتهمت الأمم المتحدة إسرائيل بقتل أكثر من 1000 شخص منذ نهاية مايو، معظمهم بالقرب من مواقع توزيع مؤسسة GHF.
ووفقاً للتقارير، قُتل 14 شخصاً يوم السبت وحده بنيران الجيش الإسرائيلي أثناء انتظارهم للمساعدات في مناطق مختلفة من القطاع. ورغم اعتراف الجيش بإطلاق "طلقات تحذيرية"، يؤكد أطباء دوليون عالجوا المصابين أن مواقع الإصابات في منطقة الصدر تشير إلى استهداف متعمد.
انتقادات لعمليات الإسقاط الجوي
أمام هذه الانتقادات المتزايدة، أعادت إسرائيل فتح المجال أمام المساعدات الدولية. ووفقاً لبرنامج الأغذية العالمي، يعاني واحد من كل ثلاثة من سكان غزة من الجوع الشديد، كما يعاني 25% من الأطفال من سوء التغذية.
ورغم السماح مجدداً بعمليات الإسقاط الجوي، التي شاركت فيها دول مثل الإمارات والأردن وفرنسا في وقت سابق من هذا العام، فإن العديد من المنظمات الإنسانية تؤكد أنها لا يمكن أن تكون بديلاً عن المساعدات البرية. هذه العمليات تعتبر مكلفة، خطيرة، ومحدودة الفعالية.
"ستار دخان" بحسب الأمم المتحدة
تتفق منظمات غير حكومية والأمم المتحدة على أن هذه الإجراءات هي مجرد عملية علاقات عامة. واعتبر منسق الطوارئ في منظمة أطباء بلا حدود أن "عمليات الإسقاط الجوي تتم عندما يتعذر الوصول البري، وهذا ليس هو الحال في غزة. الطرق والشاحنات والمواد الغذائية متوفرة، والعائق الوحيد هو قرارات الحكومة الإسرائيلية".
من جهته، وصف فيليب لازاريني، رئيس وكالة الأونروا، استئناف الإسقاط الجوي بأنه "لن ينهي المجاعة المتفاقمة" و"استجابة غير فعالة للكارثة الإنسانية".
في المقابل، تواصل الحكومة الإسرائيلية نفي وجود مجاعة في غزة، وتصفها بأنها "حملة كاذبة يروجها حماس"، مؤكدة استمرار عملياتها العسكرية حتى "هزيمة حماس وإعادة جميع الرهائن". وكان الأمين العام للأمم المتحدة قد صرح بأن المجاعة في غزة تشكل "أزمة أخلاقية تهز ضمير العالم". فقبل الحصار، كان يدخل غزة نحو 630 شاحنة مساعدات يومياً، بينما انخفض هذا العدد إلى 28 شاحنة فقط حتى الأسبوع الماضي.