خبراء التغذية المزيفون: كيف تحمي صحتك من النصائح الخاطئة؟

خبراء التغذية المزيفون: كيف تحمي صحتك من النصائح الخاطئة؟

في كلمات قليلة

يسلط المقال الضوء على المخاطر المرتبطة باتباع نصائح التغذية من أشخاص غير مؤهلين. يشرح المقال الفرق بين أخصائيي التغذية المعتمدين والمدربين أو "الخبراء" المزيفين، ويقدم إرشادات لمساعدة الجمهور في اختيار المختص المناسب لحماية صحتهم.


أصبحت النصائح الغذائية منتشرة في كل مكان، خاصة على وسائل التواصل الاجتماعي، مما يجعل من الصعب التمييز بين الخبير الحقيقي والمدعي. قصة سيدة في الستين من عمرها، عانت من سوء تغذية حاد وهشاشة عظام متقدمة، تسلط الضوء على هذه المخاطر. فقد كانت تتابع مع "خبيرة تغذية" غير مؤهلة لسنوات، والتي لم تكتفِ بتقديم توصيات كارثية، بل كانت تبيعها مكملات غذائية خاصة بها. وفي النهاية، أنقذها طبيب بتوجيهها إلى أخصائية تغذية معتمدة.

هذه الحالة ليست فريدة من نوعها، حيث يؤكد أخصائيو التغذية المعتمدون أنهم يستقبلون بانتظام مرضى يعانون من اضطرابات في الأكل نتيجة استشارات غير سليمة. المشكلة تكمن في كثرة الألقاب الرنانة مثل "مدرب تغذية"، "خبير تغذية"، أو "مستشار غذائي"، والتي غالبًا ما تكون غير منظمة قانونيًا ولا تتطلب أي مؤهلات علمية.

في الواقع، أخصائي التغذية المعتمد هو الوحيد الذي يمتلك التدريب العلمي والترخيص المهني لتقديم استشارات غذائية علاجية تهدف إلى تحسين الصحة والوقاية من الأمراض. دوره لا يقتصر على المساعدة في إنقاص الوزن، بل يمتد ليشمل وضع خطط غذائية مخصصة لحالات مرضية معقدة مثل السكري وأمراض القلب والأوعية الدموية. أما لقب "خبير تغذية" فهو غير محمي قانونًا، مما يسمح للكثير من الدخلاء باستغلاله لخداع الناس.

لمواجهة هذه الفوضى، تسعى الجمعيات المهنية لأخصائيي التغذية إلى تنظيم المهنة بشكل أفضل. هناك مطالبات للجهات الصحية بحصر استخدام لقب "خبير تغذية" على الأخصائيين المعتمدين والأطباء الذين حصلوا على تدريب متخصص في التغذية. كما يجري العمل على إنشاء نقابات وهيئات تنظيمية لحماية المرضى من الممارسات الخاطئة ومقاضاة كل من ينتحل صفة الأخصائي أو يمارس المهنة بشكل غير قانوني.

إن الأخصائي الحقيقي لا يقدم توصيات جامدة أو يفرض قيودًا غذائية غير مثبتة علميًا (مثل منع الغلوتين أو منتجات الألبان دون تشخيص طبي)، ولا يسعى لبيعك مكملات غذائية. بدلاً من ذلك، يقوم بتكييف المعرفة العلمية مع حالة كل فرد لتغيير العادات الغذائية بشكل تدريجي ومستدام. من المأمول أن يتم دمج استشاراتهم بشكل أكبر في أنظمة الرعاية الصحية وأن يغطيها التأمين، كوسيلة للاعتراف بدورهم الحيوي في الوقاية، ولمساعدة الجمهور على التمييز بين المحترفين المؤهلين والمحتالين.

نبذة عن المؤلف

إيلينا - صحفية تحقيقات ذات خبرة، متخصصة في المواضيع السياسية والاجتماعية في فرنسا. تتميز تقاريرها بالتحليل العميق والتغطية الموضوعية لأهم الأحداث في الحياة الفرنسية.