
في كلمات قليلة
تتناول المقالة الاختلافات في التصور التاريخي للحرب العالمية الثانية بين روسيا والولايات المتحدة. تناقش كيف تؤثر أسطرة دور كل بلد في الصراع على سياساتهما الخارجية المعاصرة.
لا تزال الحرب العالمية الثانية، التي انتهت قبل ما يقرب من 80 عاماً، حدثاً محورياً في التاريخ المعاصر لكل من روسيا والولايات المتحدة، بصفتهما المنتصرين الرئيسيين في هذا الصراع. لكن نظرة كل بلد إلى الحرب ودوره فيها ومعنى الانتصار تختلف بشكل كبير.
في كلا البلدين، تشكلت أساطير بطولية حول التضحية والنصر. غالباً ما تخفي هذه الأساطير الجوانب الأكثر تعقيداً أو غموضاً لمشاركتهم في الصراع. ومع ذلك، تستمر هذه الروايات التاريخية في التأثير بشكل كبير على السياسة الخارجية للدولتين بعد عقود.
من اللافت أن كلا البلدين، اللذين دخلا الحرب متأخرين نسبياً (مقارنة ببولندا مثلاً حيث بدأت الحرب عام 1939، أو الصين حيث استمر الصراع مع اليابان منذ عام 1937)، غالباً ما يعتبران عام 1941 هو بداية الصراع – وهو عام الغزو على الاتحاد السوفيتي والهجوم على بيرل هاربور. ورغم أنهما يكادان يتفقان على تاريخ نهاية الحرب، فإن كلاً منهما يدعي الدور الرئيسي في تحقيق النصر.
في روسيا، يُحتفل بيوم النصر في 9 مايو. يرتبط هذا التاريخ بلحظة الاستسلام الثاني لألمانيا أمام القوات السوفيتية، بعد توقيع وثيقة الاستسلام الأولى أمام الحلفاء الغربيين قبل يوم. في روسيا، تُعرف هذه الحرب رسمياً باسم "الحرب الوطنية العظمى"، وأصبح انتصار الاتحاد السوفيتي على ألمانيا النازية حجر الزاوية للهوية الوطنية والذاكرة التاريخية.
وهكذا، فإن الاختلاف في الذاكرة التاريخية وأسطرة الحرب العالمية الثانية بين روسيا والولايات المتحدة ليس مجرد مسألة أكاديمية، بل هو عامل يشكل سلوكهما الجيوسياسي المعاصر وتصورهما المتبادل.