سيناريو 2025: كيف يمكن لرئيس بولندي موالٍ لترامب أن يعيد تشكيل خريطة النفوذ في أوروبا؟

سيناريو 2025: كيف يمكن لرئيس بولندي موالٍ لترامب أن يعيد تشكيل خريطة النفوذ في أوروبا؟

في كلمات قليلة

يتناول هذا التحليل السيناريو الافتراضي لفوز مرشح رئاسي مؤيد لترامب في بولندا عام 2025 وتأثير ذلك على علاقات البلاد مع الاتحاد الأوروبي، وخاصة فرنسا. يركز المقال على المنافسة الشرسة المتوقعة على عقود الدفاع والطاقة النووية، حيث قد تصطدم المصالح الفرنسية بالتوجه البولندي نحو الولايات المتحدة.


يقدم هذا التحليل تصوراً لسيناريو سياسي افتراضي لعام 2025، حيث يفوز مرشح محافظ مؤيد لدونالد ترامب بالانتخابات الرئاسية في بولندا، مما يثير تساؤلات جدية حول مستقبل علاقات وارسو مع الشركاء الأوروبيين، وعلى رأسهم فرنسا.

يبدأ المشهد بتوقيع معاهدة صداقة تاريخية بين الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيس الوزراء البولندي دونالد توسك، تهدف إلى تعزيز التعاون الثنائي في وقت يتراجع فيه الالتزام الأمريكي بأمن القارة. لكن هذا التقارب سرعان ما يواجه تحدياً كبيراً مع فوز مرشح رئاسي جديد في بولندا، معروف بعلاقاته الوثيقة مع واشنطن وتشكيكه في التكامل الأوروبي.

يثير هذا التطور قلقاً في باريس، التي تخشى من أن يؤدي ذلك إلى شلل حكومة توسك المؤيدة لأوروبا، والأهم من ذلك، التأثير سلباً على المصالح الفرنسية الاستراتيجية في بولندا.

على الرغم من أن صلاحيات الرئيس في بولندا محدودة، إلا أنه بصفته القائد الأعلى للقوات المسلحة، يمكنه ممارسة نفوذ كبير على القرارات الحكومية، خاصة في مجالي الدفاع والطاقة.

تكمن المشكلة الرئيسية في أن بولندا، التي تخصص حالياً 4.7% من ناتجها المحلي الإجمالي للإنفاق العسكري، تُعد سوقاً ضخمة لصناعة الدفاع. وحتى الآن، ذهبت معظم العقود الكبرى إلى الموردين الأمريكيين والكوريين الجنوبيين. وتأمل فرنسا في الفوز بعقود مستقبلية، مثل طائرات التزود بالوقود والفرقاطات، لكن وجود رئيس موالٍ لواشنطن قد يوجه بوصلة الاختيار نحو الولايات المتحدة مجدداً، خاصة في مجالات حيوية مثل الدفاع الجوي والتعاون الفضائي.

لا يقتصر الأمر على الدفاع، فالطاقة النووية تمثل ساحة تنافس أخرى. بعد أن منحت وارسو العقد الأول لبناء محطة نووية لشركة "وستنجهاوس" الأمريكية في قرار اعتُبر "جيوسياسياً"، تتجه الأنظار الآن نحو الشريك المستقبلي لبناء المحطة الثانية. وتأمل شركة "EDF" الفرنسية، بخبرتها الأوروبية الواسعة، في الفوز بهذا العقد الاستراتيجي. ومع ذلك، فإن الرئيس الجديد، الذي يضع الأمن النووي على رأس أولوياته، قد يتعرض لضغوط أمريكية قوية لدعم شركاتها، مما يضع حكومة توسك في موقف صعب.

باختصار، يمثل هذا السيناريو الافتراضي اختباراً حقيقياً للعلاقات الفرنسية البولندية. فبينما توجد فرص هائلة للتعاون في مجالات الدفاع والطاقة والبنية التحتية، فإن وجود رئيس بولندي يتبنى شعار "بولندا أولاً" ويملك علاقات مميزة مع إدارة أمريكية محتملة بقيادة ترامب، قد يجبر باريس على تقديم تنازلات كبيرة للحفاظ على نفوذها ومصالحها في هذا الجزء الحيوي من أوروبا.

نبذة عن المؤلف

سيرجي - محلل اقتصادي، يحلل الأسواق المالية في فرنسا والاتجاهات الاقتصادية العالمية. تساعد مقالاته القراء على فهم العمليات الاقتصادية المعقدة.