
في كلمات قليلة
الخبر يتناول التحذيرات من تشريع الموت الرحيم، مستعرضاً تجارب الدول التي أقدمت على هذه الخطوة. يرى خبراء أن الضمانات الأولية تتلاشى مع مرور الوقت، مما يثير قلقاً بشأن الفئات الأكثر ضعفاً وإهمال الرعاية التلطيفية.
النقاش حول التشريعات المتعلقة بنهاية الحياة يعود إلى الواجهة، لكن تجارب الدول التي قامت بتشريع الموت الرحيم تثير مخاوف جدية.
تحت ستار الحرية الفردية، يمكن لمثل هذه القوانين أن تمثل تحولاً أنثروبولوجياً كبيراً، حيث يتراجع مبدأ الأخوة في المجتمع أمام إغراء الاستسلام والتخلي.
غالباً ما تدّعي مشاريع القوانين وضع إجراءات صارمة لتنظيم الموت الرحيم أو الانتحار بمساعدة طبية. ومع ذلك، عند التدقيق، يتضح أن الضمانات المعلنة قد لا تكون كافية.
على سبيل المثال، يتم الحديث عن ضرورة اتخاذ القرار بشكل جماعي لضمان الرزانة، لكن في الواقع، قد لا توجد عملية جماعية حقيقية. خلال مراحل اتخاذ القرار، قد لا يلتقي المستفيد من الموت الرحيم فعلياً إلا بطبيب واحد، والذي قد يتمتع أيضاً بالسلطة المطلقة لاتخاذ القرار النهائي بمفرده.
غياب الإجراءات الحاسمة في اتخاذ القرار ليس المشكلة الوحيدة. تجارب دول أخرى تظهر أنه بعد تشريع الموت الرحيم، تتلاشى القيود والضمانات الأولية تدريجياً. هذا يثير قلق العديد من الخبراء، بمن فيهم الأطباء والفلاسفة.
يشير متخصصون في الرعاية التلطيفية إلى أن الطرق المتوفرة لتخفيف الألم والمعاناة في المراحل الأخيرة من الحياة غالباً ما يتم التقليل من شأنها أو عدم استخدامها بشكل كافٍ، بينما يتحول التركيز نحو التعجيل بالوفاة.
كما يتم التعبير عن مخاوف من أن تشريع الموت الرحيم قد يضع ضغطاً إضافياً على الفئات الأكثر ضعفاً في المجتمع – كبار السن، الأشخاص ذوو الإعاقة، أو من يعانون من الوحدة أو الاكتئاب. غالباً ما ينبع دافع الرغبة في الموت ليس فقط من الألم الجسدي الذي لا يطاق، بل من الشعور بالوحدة والعزلة.
يلفت بعض الخبراء الانتباه إلى أن تعريفات كلمتي "قتل" و"اغتيال" تبدو، على نحو قد يبدو مفاجئاً، تصف بدقة ما يعنيه الموت الرحيم أو "الانتحار بمساعدة طبية".
ويعبر ممثلو الأوساط الطبية وأساتذة الجامعات الطبية عن قلقهم من أن تشريع "المساعدة على الموت" قد يشوه دور الطبيب والأستاذ، اللذين وُجدا لخدمة الفئات الأكثر ضعفاً.
تجربة بعض الدول، مثل كندا، حيث تثير حالات طلب المساعدة على الانتحار جدلاً عاماً، تؤكد هذه المخاطر. يلاحظ المحللون أن الأفراد المنفردين والمحرومين اجتماعياً يمثلون نسبة غير متناسبة بين الذين يلتمسون "المساعدة على الموت".
بدلاً من الدعوة إلى "حرية الموت"، يجب على المجتمع أن يركز على توفير الدعم والمساعدة لأولئك الذين يعانون من الألم، الوحدة، والاكتئاب، لمساعدتهم على الخروج من معاناتهم.