
في كلمات قليلة
أعلنت فرنسا والمملكة المتحدة عن خطوة تاريخية لتنسيق ترساناتهما النووية المستقلة بهدف حماية أوروبا من "التهديدات القصوى". هذا التطور هو الأول من نوعه منذ 30 عامًا، ويأتي في سياق التغيرات الأمنية في أوروبا والشكوك المحيطة بالالتزام الأمريكي تجاه حلفاء الناتو.
في تطور استراتيجي كبير، أعلنت فرنسا والمملكة المتحدة، القوتان النوويتان الوحيدتان في أوروبا الغربية، عن استعدادهما لـ"تنسيق" قدراتهما في مجال الردع النووي لحماية أوروبا من أي "تهديد أقصى". ويمثل هذا الإعلان، الذي صدر يوم الأربعاء 9 يوليو، تحولاً جذرياً في عقيدتهما الدفاعية المشتركة، وهو الأول من نوعه منذ 30 عاماً.
ومن المقرر أن يوقع الرئيس الفرنسي ورئيس الوزراء البريطاني إعلاناً جديداً يوم الخميس خلال زيارة دولة يقوم بها الرئيس الفرنسي إلى المملكة المتحدة. وينص الإعلان للمرة الأولى على أن "وسائل الردع الخاصة بكل بلد مستقلة ولكن يمكن تنسيقها"، وفقاً لبيان مشترك صادر عن وزارة الدفاع البريطانية والرئاسة الفرنسية. وأضاف البيان أنه "لا يوجد أي تهديد أقصى على أوروبا لن يثير رداً من البلدين"، دون تحديد طبيعة هذا الرد.
ورغم أن السيادة على قرار استخدام السلاح النووي تظل كاملة لكل دولة، إلا أن البلدين أكدا أن "أي خصم يهدد المصالح الحيوية للمملكة المتحدة أو فرنسا قد يواجه قوة القوات النووية لكلا البلدين".
ولتفعيل هذا التعاون، سيتم إنشاء "مجموعة إشراف نووي" برئاسة مشتركة من الإليزيه ومكتب مجلس الوزراء البريطاني، وستكون مسؤولة عن "تنسيق التعاون المتزايد في مجال السياسة والقدرات والعمليات"، حسبما ذكرت الرئاسة الفرنسية.
يأتي هذا التطور بعد 30 عاماً من إعلان "تشيكرز" المشترك في عام 1995، والذي أرسى مبدأ التعاون في مجال الردع. نص الإعلان آنذاك على أن البلدين "لا يتصوران موقفاً تتعرض فيه المصالح الحيوية لأحدهما للتهديد دون أن تتعرض مصالح الآخر للتهديد أيضاً"، لكنه لم يتطرق إلى طبيعة الرد المشترك. وقد تغير السياق الأمني والعسكري في أوروبا بشكل كبير منذ ذلك الحين، خاصة في ظل الحرب في أوكرانيا المستمرة منذ عام 2022، بالإضافة إلى حالة عدم اليقين بشأن التزام الولايات المتحدة تجاه حلفائها الأوروبيين وحلف شمال الأطلسي (الناتو).
بالإضافة إلى الردع النووي، من المتوقع أن يعلن الزعيمان عن تسريع البرنامج المشترك لصواريخ كروز "سكالب/ستورم شادو" وإطلاق "مرحلة جديدة" من مشروعهما المشترك لتطوير صواريخ كروز وصواريخ مضادة للسفن في المستقبل.