
في كلمات قليلة
أصدر البرلمان الفرنسي تقريراً يقدم 50 توصية لمواجهة ظاهرة "الإخضاع الكيميائي" - استخدام المواد لتسهيل ارتكاب العنف. تتضمن التوصيات تعزيز الوقاية وتعديلات قانونية.
أُعد تقرير برلماني شامل في فرنسا يركز على مكافحة ظاهرتي "الإخضاع الكيميائي" (soumission chimique) و"الضعف الكيميائي" (vulnérabilité chimique). يتضمن التقرير 50 توصية، تم تحديد 15 منها كأولوية للتنفيذ العاجل.
تم تسليم التقرير، الذي قادته النائبة ساندراين جوسو والسيناتورة فيرونيك غيوتين، إلى الحكومة يوم الاثنين. وقد تم الاستماع إلى أكثر من 100 شخص أثناء إعداد هذا المستند الهام.
من بين التوصيات الرئيسية، والتي يُقترح إدراجها في مشاريع قوانين التمويل الاجتماعي والمالية العامة لعام 2026، تنظيم مؤتمر وطني سنوي لمكافحة العنف. يجب أن يشمل هذا المؤتمر بشكل خاص التعامل مع الحالات المتزايدة من "الإخضاع الكيميائي" و"الضعف الكيميائي".
يولي التقرير اهتماماً خاصاً للوقاية. يقترح تعزيز برامج التوعية في المؤسسات التعليمية بكافة مراحلها، لتشمل التعليم حول العلاقات بين الأشخاص والحياة الجنسية.
كما تتناول التوصيات إجراءات جمع الأدلة. يدعو التقرير إلى تحديث القواعد المتعلقة بجمع الأدلة في المستشفيات لتشمل ضحايا "الإخضاع الكيميائي" و"الضعف الكيميائي". الهدف هو ضمان الحفاظ على أدلة الجريمة لإمكانية الملاحقة القضائية لاحقاً، حتى لو لم يتم تقديم شكوى رسمية بعد.
يقترح التقرير أيضاً تعميم إمكانية إجراء التحاليل البيولوجية دون تقديم شكوى إلزامية، وذلك اعتباراً من 1 يناير 2026، ضمن إطار نظام الضمان الاجتماعي.
تغيير مهم آخر يتعلق بالقانون الجنائي. يوصي التقرير بإضافة ظرف مشدد للجرائم المرتكبة ضد أشخاص وهم في حالة سكر أو تحت تأثير مواد مخدرة. يشمل ذلك جرائم الاغتصاب والاعتداءات الجنسية، بما في ذلك تلك التي تستهدف الأشخاص الأكثر ضعفاً.
يعرّف القانون الفرنسي "الإخضاع الكيميائي" بأنه إعطاء شخص مادة، دون علمه، من شأنها تغيير قدرته على التمييز أو السيطرة على أفعاله، بهدف ارتكاب اغتصاب أو اعتداء جنسي ضده. أما مفهوم "الضعف الكيميائي" فهو أوسع ويتضمن الحالات التي يتعاطى فيها الضحية المحتملة المواد طواعية (غالباً الكحول أو القنب)، مما يضعف ثم يلغي مقاومته، ويستغل المعتدي بعد ذلك هذا التغيير في وعيه لارتكاب جريمته.
وفقاً لبيانات عام 2022، قام مركز مرجعية الاعتداءات (CRAFS) بتحليل 1229 حالة محتملة من "الإخضاع الكيميائي" و"الضعف الكيميائي" التي تم تسهيلها بواسطة مواد. على الرغم من وجود ضحايا من الرجال، فإن غالبية هذه الجرائم تُرتكب من قبل الرجال ضد النساء والفتيات دون سن 18 عاماً. تحدث هذه الجرائم في جميع مراحل حياة الضحايا وفي أماكن متنوعة: داخل الأسرة، المدارس، الجامعات، الأوساط الاجتماعية، الأماكن الاحتفالية، العمل، أماكن الترفيه.
تحضير التقرير كان له أيضاً بعد شخصي. النائبة ساندراين جوسو، التي ترأست الفريق العامل، كانت قد قدمت شكوى بنفسها ضد سيناتور تتهمه بمحاولة تخديرها دون علمها في نوفمبر 2023 بهدف الاعتداء الجنسي. في بداية أبريل، طلبت النيابة العامة في باريس محاكمة السيناتور أمام المحكمة الجنائية بتهمة "إعطاء مادة من شأنها تغيير قدرة ساندراين جوسو على التمييز أو السيطرة على أفعالها، دون علمها، بهدف ارتكاب اغتصاب أو اعتداء جنسي".