تصعيد خطير بين الهند وباكستان في كشمير.. دعوات دولية عاجلة للتهدئة

تصعيد خطير بين الهند وباكستان في كشمير.. دعوات دولية عاجلة للتهدئة

في كلمات قليلة

تفاقمت التوترات بين الهند وباكستان بشكل خطير بعد هجوم في كشمير وتبادلات عسكرية عنيفة. تدعو القوى الدولية، بما في ذلك الدول العربية والإسلامية وروسيا وأوروبا، إلى ضبط النفس والتهدئة لمنع تحول الأزمة إلى حرب شاملة مع تزايد حصيلة الضحايا.


شهدت العلاقات بين الهند وباكستان، الجارتين المسلحتين نووياً، توتراً غير مسبوق أعقب هجوماً وقع في الجزء الذي تديره الهند من كشمير في 22 أبريل، وأسفر عن مقتل 26 شخصاً. اتهمت نيودلهي إسلام آباد بالوقوف وراء الهجوم، مما أشعل فتيل أزمة تخشى الأوساط الدولية من تحولها إلى صراع واسع النطاق.

نفذت الهند غارات على أهداف داخل باكستان، تلتها تبادلات قصف مدفعي كثيف عبر خط السيطرة في كشمير، وهو ما يمثل أخطر مواجهة عسكرية بين البلدين منذ عقدين.

أفاد الجيش الباكستاني أن الغارات الهندية والاشتباكات الحدودية أسفرت عن مقتل ما لا يقل عن 31 مدنياً وإصابة 57 آخرين على الجانب الباكستاني. وفي الجزء الذي تديره الهند من كشمير، أعلنت السلطات عن مقتل 12 شخصاً وإصابة 38 في قرية بونش. ليرتفع العدد الإجمالي للضحايا إلى أكثر من 40 قتيلاً.

زعمت الهند أنها استهدفت تسعة "معسكرات إرهابية" على الأراضي الباكستانية قالت إنها تستخدم لتنظيم وتوجيه هجمات ضد الهند. وأكد الجيش الهندي أن اختيار الأهداف تم بعناية لتجنب إلحاق أضرار بالبنية التحتية المدنية أو سقوط ضحايا بين المدنيين. بالمقابل، رفضت باكستان هذه الاتهامات، واعتبرت أن الضربات الهندية استهدفت مواقع مدنية، وحملت نيودلهي المسؤولية عن "إشعال فتيل الأزمة في المنطقة".

تزايدت الدعوات الدولية للتهدئة وضبط النفس. ألمانيا وفرنسا أعربتا عن قلقهما العميق وحثتا على تجنب أي تصعيد. ودعت المملكة المتحدة والولايات المتحدة والأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي والصين وإيران وأفغانستان أيضاً إلى الحوار وحل الأزمة بالطرق السلمية. روسيا دعت الجانبين إلى "ضبط النفس لتجنب المزيد من تدهور الوضع"، معربة عن أملها في حل التوترات عبر الوسائل السلمية والدبلوماسية.

أثرت التوترات على حركة الطيران المدني، حيث علقت شركات طيران دولية، منها الخطوط الجوية الفرنسية و KLM، تحليقها فوق باكستان، مما أدى إلى تغيير مسارات بعض الرحلات وإطالة مدة السفر إلى وجهات آسيوية. كما أبدت ماليزيا قلقها بشأن احتمالية تأثر واردات الأرز، التي يعتمد جزء كبير منها على الهند وباكستان.

عقدت القيادة الباكستانية اجتماعاً للجنة الأمن القومي واستدعت القائم بالأعمال الهندي للاحتجاج. وشهدت باكستان مظاهرات مناهضة للهند، حيث أحرق المتظاهرون صور رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي والأعلام الهندية.

يخشى المراقبون من أن يؤدي هذا التصعيد إلى حرب شاملة بين القوتين النوويتين، وهو ما حذرت منه تركيا بشكل مباشر. كما أن النزاع التاريخي حول كشمير يتداخل مع قضايا أخرى، مثل تقاسم مياه نهر السند، الذي عادت التوترات حوله للظهور بعد تصريحات هندية أخيرة تشير إلى احتمال إعادة النظر في معاهدة مياه السند الموقعة عام 1960.

Read in other languages

نبذة عن المؤلف

ماريا - صحفية في قسم الثقافة، تغطي الأحداث في عالم الفن والترفيه في فرنسا. تجد مقالاتها عن هوليوود، برودواي، والمشهد الموسيقي الأمريكي صدى لدى القراء.