
في كلمات قليلة
تصاعد التوتر بين إسرائيل وإيران إلى مستويات غير مسبوقة بعد المواجهات المباشرة الأخيرة. كلا البلدين يستعدان لاحتمال نشوب حرب شاملة، من خلال سباق تسلح مكثف وحشد الحلفاء الإقليميين، مما يهدد بزعزعة استقرار الشرق الأوسط بأكمله.
تشهد منطقة الشرق الأوسط حالة من التوتر المتصاعد التي قد تنذر بجولة جديدة من الصراع المباشر بين إيران وإسرائيل. فبعد المواجهة غير المسبوقة التي وقعت قبل شهر ونصف، يستعد كل طرف لسيناريوهات المستقبل، مدركًا أن حاجز الخوف من المواجهة المباشرة قد انهار.
في أعقاب الضربة الصاروخية الإيرانية التي استهدفت منطقة حولون السكنية في تل أبيب يوم 19 يونيو، لا تزال آثار الدمار شاهدة على خطورة الموقف. ونقل عن مسؤول عسكري إسرائيلي رفيع قوله: \"إذا استمرت إيران في تشكيل تهديد وجودي لبلادنا، فسنمنعها. إذا أرادوا قتلنا، فسنقتلهم أولاً\".
مناخ عدائي متزايد
بحسب تقارير البنتاغون، لم تنجح الضربات الإسرائيلية والأمريكية في يونيو الماضي إلا في تأخير البرنامج النووي الإيراني لبضعة أشهر، مما دفع الأصوات المتشددة في تل أبيب إلى المطالبة بضربات جديدة \"لإنهاء المهمة\". وقد حذر المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافائيل غروسي، من أن إيران قد تستأنف تخصيب اليورانيوم في غضون ثلاثة إلى أربعة أشهر.
مصدر قلق آخر لإسرائيل هو القدرات الصاروخية الإيرانية. فعلى الرغم من أن نظام القبة الحديدية اعترض حوالي 90% من الصواريخ، إلا أن نسبة الـ 10% التي نجحت في اختراق الدفاعات تثير قلق السلطات بشدة. ويؤكد مسؤول إسرائيلي أن إيران أطلقت أكثر من 500 صاروخ باليستي خلال الحرب الأخيرة، مع وجود خطط لإطلاق ما يصل إلى 20 ألف صاروخ في المستقبل. وأضاف: \"إذا لم نقاتل الآن، فستموت لاحقاً، فلنقاتل الآن!\".
في المقابل، تشهد إيران سلسلة من الانفجارات الغامضة في مواقع استراتيجية، مثل المصافي والمستودعات العسكرية. ورغم أن طهران تتجنب اتهام إسرائيل مباشرة، يرى مسؤولون إيرانيون أن بصمات تل أبيب واضحة خلف هذه الحوادث. داخلياً، يواجه النظام الإيراني ضغوطاً متزايدة، حيث يشن حملة قمع واسعة النطاق ضد من يشتبه في أنهم جواسيس لإسرائيل، مما أدى إلى مئات الاعتقالات والإعدامات.
سباق تسلح متسارع
بعد وقف إطلاق النار، سارع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى واشنطن للحصول على المزيد من صواريخ الدفاع الجوي والذخائر المتطورة، وهو ما وافقت عليه إدارة ترامب. في المقابل، تعمل إيران على تعزيز ترسانتها العسكرية بسرية. وتشير تقارير إعلامية عربية إلى أن الصين زودت طهران ببطاريات صواريخ أرض-جو، كما تجري مفاوضات لشراء طائرات مقاتلة من طراز J-10C مقابل النفط الخام.
حشد الحلفاء
حصل نتنياهو على ضوء أخضر أمريكي لضرب إيران مجدداً إذا لزم الأمر، وهو ما يعتبر ضمانة حيوية للجيش الإسرائيلي. من جانبها، تسعى طهران جاهدة لإعادة إحياء \"محور المقاومة\" الذي تعرض لضربات قاصمة، حيث تم إضعاف حلفائها مثل حزب الله وحماس بشكل كبير.
في الأسابيع الأخيرة، عقدت اجتماعات مكثفة بين مسؤولين إيرانيين وممثلي الفصائل الموالية لها، بما في ذلك حزب الله، والحوثيون، وحماس، والجهاد الإسلامي، وفصائل عراقية. الهدف هو إعادة بناء التهديد على إسرائيل من جميع الجبهات. وحذرت مصادر عسكرية إسرائيلية من وجود خطة إيرانية \"لتكرار أحداث 7 أكتوبر ولكن هذه المرة من جميع الاتجاهات\". هذا التجييش المتبادل ينذر بأن دوامة حروب الشرق الأوسط ربما تكون في بدايتها.