
في كلمات قليلة
ضربت عواصف رعدية عنيفة فرنسا، مما أسفر عن مقتل شخصين ودمار واسع. يرجع خبراء الأرصاد الجوية شدة العواصف إلى ظاهرة نادرة في أوروبا تُعرف باسم "ديريتشو"، والتي تسببت في رياح مدمرة وتساقط حبات بَرَد عملاقة.
شهدت فرنسا يوم الأربعاء 25 يونيو عواصف رعدية عنيفة وغير مسبوقة، أدت إلى مقتل شخصين، أحدهما طفل يبلغ من العمر 12 عامًا، وتسببت في دمار واسع النطاق. جاءت هذه العواصف بعد موجة حر شديدة شهدت ارتفاع درجات الحرارة إلى ما فوق 40 درجة مئوية في العديد من المناطق.
وصف خبراء الأرصاد الجوية هذا الحدث بأنه "الحلقة العاصفة الأكثر عنفًا في عام 2025". تم تسجيل أكثر من 15,000 صاعقة في جميع أنحاء البلاد، مصحوبة بتساقط حبات بَرَد ضخمة وصل قطرها إلى 7-8 سنتيمترات، وهبوب رياح تجاوزت سرعتها 100 كيلومتر في الساعة. تسببت شدة العواصف في اقتلاع الأشجار، وفيضان الأنهار، وتعطيل حركة المرور بشكل كبير.
وأوضح المتخصصون أن جزءًا من هذه الظاهرة الجوية القاسية يُعزى إلى ما يُعرف بـ "ديريتشو" (Derecho)، وهي كلمة إسبانية تعني "مستقيم". الديريتشو هو عبارة عن خط عواصف رعدية هائل ومستمر يمتد لمسافة 400 كيلومتر على الأقل، ويتميز برياح عاتية تزيد سرعتها عن 90 كم/ساعة ونشاط كهربائي كثيف. هذه الظاهرة نادرة جدًا في فرنسا، وتُلاحظ بشكل أساسي في الولايات المتحدة حيث تكون العواصف أقوى.
وعلى الرغم من أن العواصف التي ضربت وسط فرنسا وحوض باريس كانت قوية، إلا أن ظاهرة "ديريتشو" التي امتدت من منطقة أوكسيتانيا إلى لورين كانت الأشد والأكثر ندرة. وعلى الرغم من خطورة الوضع، يتوقع خبراء الطقس أن تكون الأيام القادمة "حارة وجافة"، مع استبعاد تكرار مثل هذه العواصف العنيفة في المستقبل القريب. وأشاروا إلى أن التنبؤ بالعواصف الرعدية لا يزال صعبًا ولا يمكن تأكيده إلا قبل 24 إلى 48 ساعة من وقوعها.