زلزال سياسي في اليابان: إيشيبا يخسر الأغلبية واليمين المتطرف يسجل صعوداً قوياً

زلزال سياسي في اليابان: إيشيبا يخسر الأغلبية واليمين المتطرف يسجل صعوداً قوياً

في كلمات قليلة

خسر الائتلاف الحاكم بزعامة رئيس الوزراء الياباني شيجيرو إيشيبا أغلبيته في مجلس الشيوخ، مما يضع حكومته في موقف حرج وغير مسبوق. تأتي هذه الهزيمة على خلفية السخط الشعبي من التضخم وصعود قوي لحزب "سانسيتو" اليميني المتطرف. يواجه مستقبل إيشيبا السياسي واستقرار اليابان الاقتصادي تحديات كبيرة.


تعرض الائتلاف الحاكم بقيادة رئيس الوزراء الياباني شيجيرو إيشيبا لهزيمة قاسية في انتخابات مجلس الشيوخ، ليفقد بذلك أغلبيته البرلمانية. وتأتي هذه الانتكاسة الكبيرة في ظل تزايد السخط الشعبي بسبب التضخم وصعود مفاجئ وقوي لحزب "سانسيتو" اليميني المتطرف المناهض للهجرة.

وفقاً لتقديرات وسائل الإعلام الوطنية، حصل الحزب الليبرالي الديمقراطي بزعامة إيشيبا وحليفه حزب "كوميتو" على 41 مقعداً فقط من أصل 125 مقعداً كانت متاحة للتنافس، وهو أقل بكثير من الـ50 مقعداً اللازمة للحفاظ على الأغلبية. في المقابل، حقق حزب "سانسيتو" الشعبوي، الذي يرفع شعار "اليابان أولاً"، اختراقاً كبيراً بحصوله على ما بين 10 و22 مقعداً.

ويرى محللون أن هذه الهزيمة قد تجبر شيجيرو إيشيبا (68 عاماً) على الاستقالة بعد عشرة أشهر فقط من توليه منصبه.

ويزيد من تعقيد المشهد أن الائتلاف الحاكم يفتقر بالفعل للأغلبية في مجلس النواب. وبهذا، تدخل اليابان "منطقة مجهولة" مع حكومة أقلية في كلا المجلسين، وهي سابقة لم تحدث منذ نهاية الحرب العالمية الثانية. وهذا سيجعل من الصعب على الحكومة تمرير التشريعات، خاصة في ظل تدهور الأوضاع الاقتصادية.

وكان التضخم المرتفع (3.3% في يونيو) والزيادة الصاروخية في أسعار الأرز التي تضاعفت خلال عام، من أبرز أسباب الغضب الشعبي. ولم تنجح الإجراءات الحكومية، مثل دعم الطاقة وتقديم منح مالية للمواطنين، في تخفيف الأزمة. وفي الوقت نفسه، يواجه الاقتصاد الياباني ضغوطاً بسبب الرسوم الجمركية التي فرضها دونالد ترامب، والتي أدت إلى انخفاض صادرات السيارات إلى الولايات المتحدة بمقدار الربع.

وفي ظل فضائح الفساد التي طالت الحزب الحاكم والمعارضة المنقسمة، نجح حزب "سانسيتو" في استقطاب الأصوات. يدعو الحزب إلى فرض قيود مشددة على الهجرة، وينتقد "العولمة" و"السياسات الجندرية المتطرفة"، ويطالب بإعادة النظر في استراتيجيات التطعيم وإزالة الكربون. ورغم الاتهامات بوجود مواقف مؤيدة لروسيا، نفى الحزب بشدة أي صلة له بموسكو.

نبذة عن المؤلف

يوري - صحفي متخصص في قضايا الأمن والدفاع في فرنسا. تتميز مواده بالتحليل العميق للوضع العسكري والسياسي والقرارات الاستراتيجية.