
في كلمات قليلة
في كتابها «المخاطرة بالحذر»، تحلل الكاتبة كاثرين فان أوفيلين التباين بين مفهوم الحذر الجريء لدى الإغريق القدماء (فرونيسيس) والخوف الحديث من المخاطرة.
في مقالها الجديد بعنوان «المخاطرة بالحذر»، تستكشف الكاتبة كاثرين فان أوفيلين مفهوم "الفرونيسيس" (phronèsis) اليوناني القديم، وهو مصطلح استخدمه الإغريق للإشارة إلى "الحذر الجريء". هذا المفهوم يتناقض بشكل حاد مع الفهم الحديث للحذر كترادف للحذر الشديد وتجنب المخاطر.
تحلل كاثرين فان أوفيلين أن القرن العشرين "لقّح" الإنسان الأوروبي ضد الرغبة في العظمة. بينما يُفهم الحذر اليوم على أنه جبن ورغبة في البقاء آمناً، كان "الفرونيسيس" بالنسبة للإغريق القدماء فضيلة الأبطال.
شخصيات مثل الملاح أوليس، والإستراتيجي بريكليس، والطبيب أبقراط، كانوا يعتبرون حذرين، لكن أحداً لا يصفهم بالجبن. على عكس ما يحدث غالباً اليوم، لم يروا في المخاطرة عدواً مطلقاً. بدلاً من ذلك، واجهوا الأخطار مسلحين بحذر حكيم ونشط ومليء بروح المغامرة.
للأسف، كما تشير الكاتبة، فإن التقليد الغربي الحديث قلّل من شأن الحذر، جاعلاً إياه فضيلة متقزمة. الرجل الحذر اليوناني كان بطلاً، أما الحذر بمعناه الحديث فهو أشبه بمن يعيش في عزلة، "محصوراً". تقول فان أوفيلين: "لقد استبدلنا الدعوة إلى الجرأة في كل شيء بالدعوة... للبقاء في المنزل".
وهكذا، يقدم الكتاب نظرة محفزة على كيفية تغير موقفنا من المخاطرة والحكمة، ويحث على التفكير في العودة إلى فهم أكثر نشاطاً و"جرأة" للحذر، كما كان الحال لدى أبطال العصور القديمة.