
في كلمات قليلة
ألغت حكومة بيرو خطة سابقة لتقليص مساحة محمية خطوط نازكا بنسبة 40%. جاء هذا التراجع بعد مخاوف عبر عنها علماء الآثار والخبراء بشأن حماية الموقع الأثري الهام من عمليات التعدين المحتملة.
تراجعت الحكومة البيروفية عن خطتها المثيرة للجدل التي كانت تهدف إلى تقليص مساحة المحمية التي تضم خطوط نازكا الشهيرة، والتي يعود تاريخها إلى 2000 عام، بنسبة 40%. كانت السلطات قد أعلنت في البداية عن نيتها السماح بعمليات التعدين في هذا الموقع التاريخي بدءًا من يونيو 2025، مدعية أن المنطقة التي سيتم استثناؤها لا تحتوي على أي تراث أثري.
تم الإعلان عن إلغاء القرار السابق في 8 يونيو. يعتبر موقع خطوط نازكا، المدرج ضمن قائمة التراث العالمي لليونسكو، مهمًا لاحتوائه على جيوجليفات عملاقة، وهي رسوم هندسية وأشكال لحيوانات لا يمكن رؤيتها إلا من الجو. لا يزال الغرض الدقيق من هذه الخطوط لغزًا يحير العلماء.
صرحت الوزارة في بيان نُشر على منصة X أنه "تم إلغاء المادة 1 من القرار (المتعلقة بتقليص المساحة)". وأضافت أن السلطات ستعقد "مناقشة علمية في أقرب وقت ممكن" مع علماء الآثار لتقييم مساحة المحمية التي تزيد عن 5600 كيلومتر مربع وتقع على بعد حوالي 400 كيلومتر جنوب ليما.
في وقت سابق، صرح وزير الطاقة والمناجم، خورخي مونتيرو، لوسائل الإعلام الأجنبية يوم 3 يونيو أنه "لا يوجد تراث أثري أو غيره" في المنطقة التي كان يُخطط لاستثنائها. وأشار إلى أن عددًا غير محدد من عمال المناجم غير الشرعيين كانوا يعملون بالفعل في هذا الجزء من المحمية منذ أشهر، وأن تقليص المساحة سيجعل عملهم قانونيًا. ومع ذلك، فإن صناعة التعدين، التي تعد محركًا اقتصاديًا رئيسيًا في بيرو، تسبب غالبًا توترات اجتماعية ونزاعات.
أثار اقتراح تقليص المحمية قلقًا كبيرًا لدى علماء الآثار، خاصة بعد دراسة حديثة أجراها فريق ياباني باستخدام الذكاء الاصطناعي سمحت بتحديد أكثر من 300 جيوجليف جديد في منطقة نازكا، مما يضاعف تقريبًا عدد الأشكال المعروفة حتى الآن. هذا الاكتشاف يعزز الدعوات لحماية الموقع بأكمله بشكل أفضل. لا يزال المعنى الحقيقي لجيوجليفات نازكا لغزًا، حيث يرى بعض الباحثين أنها مرصد فلكي، بينما يراها آخرون كتقويم. تم اكتشاف الجيوجليفات لأول مرة في عام 1927، ويعود الموقع إلى حضارة نازكا التي سكنت المنطقة بين عامي 200 و 700 بعد الميلاد.