البرتغال تحظر الهواتف الذكية في المدارس لمكافحة التنمّر وتحسين التعلّم

البرتغال تحظر الهواتف الذكية في المدارس لمكافحة التنمّر وتحسين التعلّم

في كلمات قليلة

تعتزم البرتغال فرض حظر على استخدام الهواتف الذكية في المدارس الابتدائية والإعدادية اعتبارًا من عام 2025. يأتي هذا القرار بعد تجربة وطنية أظهرت نتائج إيجابية، منها انخفاض ملحوظ في حالات التنمّر وتحسن كبير في التفاعل الاجتماعي بين الطلاب.


في خطوة تهدف إلى تحسين جودة التعلّم والعلاقات بين الطلاب، قررت البرتغال الانضمام إلى قائمة الدول التي تحظر استخدام الهواتف الذكية في المدارس. اعتبارًا من بداية العام الدراسي 2025، سيشمل هذا الحظر طلاب المدارس الابتدائية والمرحلة الإعدادية (الصفوف الأولى والثانية) في كل من القطاعين العام والخاص، وفقًا لبيان صادر عن مجلس الوزراء.

أما بالنسبة لطلاب المراحل الإعدادية المتقدمة والثانوية، فإن الحكومة لا تخطط لفرض قيود كاملة، بل ستعمل على "تنفيذ تدابير تهدف إلى تثبيط استخدام هذه الأجهزة". تستند هذه المبادرة إلى نتائج تجربة تم إجراؤها في مئات المدارس البرتغالية على مدار العام الماضي. وأظهرت النتائج أن 60% من مديري المدارس التي قيّدت استخدام الأجهزة المحمولة لاحظوا "تحسنًا في البيئة المدرسية"، بما في ذلك انخفاض في حالات التنمّر، وقلة الانضباط، وتعزيز التواصل الاجتماعي بين الطلاب.

انخفاض ملحوظ في التنمّر

وفقًا للبيانات التي تم الكشف عنها، شهدت المدارس الابتدائية التي حظرت الهواتف انخفاضًا في حالات التنمّر بنسبة 31% حسب تقارير المديرين. وكانت النتائج أكثر أهمية في المدارس الإعدادية، حيث لاحظ أكثر من 50% من المؤسسات التعليمية هذا الانخفاض. وتكتسب هذه البيانات أهمية خاصة بالنظر إلى أن التنمّر يكون في ذروته في هذه المراحل العمرية، حيث يبدأ الطلاب في تكوين علاقات اجتماعية خارج نطاق الأسرة. وقد أشار المرصد الوطني للتنمّر في البرتغال إلى أن الهواتف الذكية تساهم في "استمرار التنمّر إلى ما بعد فناء المدرسة".

تحسّن التواصل الاجتماعي

كما لاحظت المدارس التي طبقت هذه الإجراءات زيادة في التفاعل بين الطلاب (بمتوسط 86% في المدارس الإعدادية)، واستغلالًا أفضل لمناطق اللعب والمكتبات والمساحات الرياضية خلال فترات الاستراحة، مقارنة بالعام الذي سبق التجربة.

ومع ذلك، ستسمح اللائحة الجديدة ببعض الاستثناءات. سيتمكن الطلاب الذين لا يتقنون اللغة البرتغالية من استخدام هواتفهم كأداة دعم، وكذلك الطلاب الذين لديهم احتياجات صحية موثقة تستدعي استخدام الجهاز. كما سيتم التسامح مع الهواتف التي لا تتيح الوصول إلى الإنترنت، وتُستخدم فقط للتواصل مع العائلات.

توجه عالمي متزايد

إن المخاوف بشأن تأثير الهواتف المحمولة على ظروف التعلّم ليست مقتصرة على البرتغال. فقد حظرت حوالي 40 دولة استخدام الهواتف الذكية تدريجيًا، محققة نتائج إيجابية. وأكد وزير التعليم البرتغالي في مؤتمر صحفي: "هناك أدلة دولية ووطنية متزايدة على الآثار السلبية للهواتف الذكية على تعلّم وسلوك الأطفال الصغار". وتتجه المزيد من الأنظمة التعليمية نحو هذا الحظر بسبب تأثير الهواتف على التحصيل الدراسي (خاصة لدى الطلاب الذين يعانون من صعوبات)، وكذلك على تقدير الذات لدى الطلاب، وخاصة الفتيات.

نبذة عن المؤلف

كريستينا - صحفية تكتب عن التنوع الثقافي في فرنسا. تكشف مقالاتها عن الخصائص الفريدة للمجتمع الفرنسي وتقاليده.