تقدم لكم هيئة التحرير دليلاً شاملاً لأبرز الأحداث الثقافية والفنية التي تستحق الاهتمام هذا الأسبوع، بدءاً من المهرجانات الكبرى وصولاً إلى أحدث الإصدارات الأدبية.

ليالي ساحرة في فورفيير

على مدار شهرين، تتحول المسارح الرومانية القديمة في فورفيير، المطلة على مدينة ليون الفرنسية، إلى وجهة احتفالية بامتياز. يعدّ مهرجان "ليالي فورفيير" (Les Nuits de Fourvière) في دورته التاسعة والسبعين بتقديم أكثر من 140 عرضاً يجمع بين المسرح، والرقص، والسيرك، والكاباريه، والحفلات الموسيقية.

لعشاق الموسيقى، يقدم المهرجان ألحاناً حميمية وعروضاً صاخبة، مثل عرض الفنان الفرنسي-الأمريكي مارك ريبيليه الذي يقدم عاصفة من أصوات الفانك والإلكترو. وفي عيد الموسيقى، 21 يونيو، سيقام عرض فريد بعنوان "سيمفونية لـ 100 طبلة" بقيادة لوسي أنتونس. أما في مجال الرقص، فيقدم بنجامين ميلبييه تحية للمغني وعازف الجيتار جيف باكلي، بينما يمزج عرض "كا-إن" (KA-IN) بين الأكروبات من مجموعة طنجة البهلوانية والرقص الهيب هوب، في ملحمة واسعة تحت شعار الحرية وتجاوز الذات. يستمر المهرجان حتى 26 يوليو.

الرقص الأسترالي يضيء باريس

نجحت شركة سيدني للرقص (Sydney Dance Company)، التي تأسست عام 1969، في أن تصبح ضمن أفضل 10 فرق للرقص المعاصر عالمياً، بفضل أسلوبها الحركي التجريدي المتقن وقوتها البدنية المذهلة. تصل الشركة إلى باريس لتقديم عرض "Twofold" في القاعة الكبرى في لا فيليت، وهو برنامج يضم قطعتين مختلفتين تُظهران حيوية اللغة الكوريغرافية الأسترالية.

القطعة الأولى، "عدم الدوام" (Impermanence) للمصمم رافائيل بوناتشيلا، مستوحاة من حرائق الغابات المدمرة التي اجتاحت أستراليا عام 2020. على أنغام موسيقى برايس ديسنر (قائد فرقة الروك "ذا ناشيونال") وأوتار فرقة الرباعي الأسترالي، يتنقل الراقصون بين الجمال والدمار، والهروب ومقاومة اللهب. أما الجزء الثاني، "قفل الحب" (Love Lock) لميلاني لين، فيغوص في أجواء مختلفة تماماً، حيث تقدم رؤيتها للرقص الشعبي المعاصر على خلفية موسيقية إلكترونية حيوية ومفعمة بالحرية. يُعرض "Twofold" في الفترة من 11 إلى 15 يونيو.

رواية تاريخية آسرة لكيت أتكينسون

الجديد في عالم الأدب هو رواية "مملكة الليل" (Le Règne de la nuit) للكاتبة البريطانية كيت أتكينسون. تدور أحداث الرواية في لندن عام 1926، حيث يتم إطلاق سراح نيللي كوكر، مالكة ملاهي سوهو الليلية التي كانت ملاذاً لجميع الطبقات الاجتماعية الباحثة عن النسيان بين الحربين العالميتين.

تنسج أتكينسون قصة معقدة حول نيللي وعائلتها، وفي مواجهتها المفتش رولاند فروبيشر، المصمم على إسقاط "إمبراطورية الانحلال" هذه. تتجاوز القضية محاربة الرذيلة لتشمل التحقيق في اختفاء فتيات شابات جئن إلى العاصمة بحثاً عن الشهرة. تستخدم أتكينسون فصولاً قصيرة ومشاهد سينمائية، مستلهمة من حياة مالكة ملاهي حقيقية (كيت ميريك)، لتقدم رواية مسلسلة مبهجة وموثقة، تعيد إلى الأذهان أسلوب ديكنز في تناول "العشرينات الصاخبة".