
في كلمات قليلة
من روتردام إلى مراكش، يستعرض هذا التقرير الثقافي خمسة أحداث فنية بارزة: افتتاح متحف فينيكس المعماري المذهل المخصص للهجرة في هولندا، ومعرض شامل للفن المغربي المعاصر في قصر السعدي، بالإضافة إلى عروض مسرحية وأوبرالية جديدة وتكريم أيقونة القصص المصورة الفرنسية كلير بريتيشير.
يقدم هذا الدليل الثقافي نظرة على أبرز الأحداث الفنية والمعمارية والمسرحية التي لا يمكن تفويتها حول العالم، من الافتتاحات الكبرى للمتاحف إلى المعارض الفنية التي تحتفي بالهوية والذاكرة.
"من المغرب مع الحب": الفن المغربي يتألق في قصر السعدي بمراكش
تؤكد مراكش مكانتها كمنصة رائدة للفن المعاصر، خاصة مع إعادة افتتاح متحف الفن المعاصر الأفريقي "المعاضيد" (Macaal). وفي هذا السياق، أضاف قصر السعدي التاريخي، وهو أحد أبرز معالم المدينة الحمراء، مساحة عرض جديدة تبلغ 700 متر مربع مخصصة بالكامل للفن المغربي. يُطلق على هذه المساحة اسم "جنان إليزابيث"، وهي الحديقة السرية لإليزابيث بوشيه-بوهلال، سفيرة الثقافة في المدينة.
تتميز المجموعة المعروضة بكونها انتقائية، تعكس شغف بوهلال واختياراتها الشخصية. ويقدم المعرض الافتتاحي "From Morocco with Love" (من المغرب مع الحب) لمحة شاملة عن مسيرة الفن المغربي، بدءاً من رواد التجريد وصولاً إلى طليعة مدرسة الدار البيضاء ومشهد الفن المعاصر. يضم المعرض 130 عملاً فنياً لـ 65 فناناً، تتناول مواضيع الذاكرة والهوية والروحانية. إنه حدث فني لا بد من مشاهدته.
فينيكس: المتحف الجديد والدرامي في روتردام
شهدت مدينة روتردام الهولندية افتتاح متحف "فينيكس" (Fenix) الجديد والمذهل. يتميز المتحف بهيكله الملتوي والمطلي بالكروم الذي يعلو المدينة وينعكس في مياه نهر الميز، وهو أول مشروع ثقافي أوروبي لشركة "ماد أركيتكتس" (Mad Architects) المعمارية العالمية ومقرها بكين.
يمثل "تورنادو" (الإعصار)، كما يُطلق على الهيكل، إعادة تأهيل جذرية لمستودع تاريخي يعود لعام 1923 في منطقة الميناء، بمساحة تبلغ 16,000 متر مربع. يركز المتحف على موضوع الهجرة، متجذراً في تاريخ روتردام حيث نقلت "خطوط هولندا أمريكا" ملايين المهاجرين في القرنين التاسع عشر والعشرين. يحتفل الافتتاح بثلاثة معارض: "جميع الاتجاهات" (All directions) الذي يعرض 150 عملاً معاصراً، و"فينيكس، عائلة المهاجرين" (Fenix, The Family of Migrants) وهو معرض صور، و"متاهة الحقائب" (The Suitcase Labyrinth) وهو تركيب فني يضم 2000 حقيبة سفر، ليصبح المتحف نقطة اتصال وتبادل ثقافي هامة.
"فالنتينا": أحدث إبداعات كارولين غويلا نغوين المسرحية
انطلقت المخرجة والكاتبة المسرحية كارولين غويلا نغوين في عملها الجديد "فالنتينا" (Valentina) من تساؤل حول سبب رواية القصص الخيالية للأطفال. تقدم نغوين، مديرة المسرح الوطني في ستراسبورغ (TNS)، مسرحاً جماعياً وعاطفياً، يمزج بين الأجساد المختلفة واللغات الأجنبية على خشبة المسرح.
لإعداد هذه المسرحية، التي يؤديها خمسة ممثلين، أجرت نغوين أبحاثاً مكثفة في المدارس الابتدائية ورياض الأطفال، مستندة إلى شهادات المعلمين. وُلد من هذه المادة عمل فني جديد يتأرجح بين الواقع والخيال، ويطرح أسئلة عميقة حول مفهوم الحقيقة والطبيعة البشرية المعقدة.
"فارس الوردة": إنتاج جديد للأوبرا الكلاسيكية في باريس
يشهد مسرح الشانزليزيه في باريس إنتاجاً جديداً لأوبرا "فارس الوردة" (Le Chevalier à la rose)، وهي تحفة ريتشارد شتراوس الكلاسيكية التي كتبها هوغو فون هوفمانستال. يعد هذا العمل رمزاً في الريبرتوار الغنائي.
يقدم المخرج الشهير كريستوف وارليكوفسكي، المعروف بإخراجه لأعمال مثل "سالومي" و"إلكترا"، رؤيته الخاصة لهذه الأوبرا التي "تغازل رغباتنا". يرافقه طاقم تمثيلي متميز، أبرزهم الثلاثي النسائي المكون من فيرونيك جينس ونيامه أوسوليفان وريجينا موليمان. وفي حفرة الأوركسترا، يقود المايسترو المجري هنريك ناناسي الأوركسترا الوطنية الفرنسية في عمل مسرحي حميمي يستكشف الروابط بين الرغبة والسلطة والجنس، ويتأرجح بين المعايير القديمة والحديثة.
تكريم كلير بريتيشير في أنغوليم: "موقعة بريتيشير"
تستضيف المدينة الدولية للقصص المصورة والصورة في أنغوليم معرضاً بعنوان "Signé Bretécher" (موقعة بريتيشير)، تكريماً لرسامة الكاريكاتير الفرنسية الأيقونية كلير بريتيشير (1940-2020). اشتهرت بريتيشير بقدرتها على رسم الأخلاق الاجتماعية بأسلوب فوري ومميز وحوارات لاذعة، خاصة في سبعينيات القرن الماضي.
يتذكر الجمهور شخصياتها الشهيرة مثل "أغريبين" (Agrippine)، المراهقة المتمردة التي واجهت آباءها من جيل الستينيات، و"سيلوليت" (Cellulite)، بطلة القصص الساخرة التي ظهرت في مجلة "بيلوت". يضم المعرض أكثر من 200 عمل، بما في ذلك لوحات أصلية ورسوم توضيحية ولوحات، بالإضافة إلى أرشيفات مطبوعة ولقطات من أفلام وثائقية ومقابلات. لقد أثبتت كلير بريتيشير نفسها كرسامة ومصورة في بيئة يهيمن عليها الذكور، وترك عملها بصمة لا تُمحى في تاريخ القصص المصورة الفرنسية.