
في كلمات قليلة
قبل انطلاق مهرجان كان السينمائي، أصدرت مجموعات سينمائية بياناً تحذر فيه من "التراجع" في قضايا المساواة والتنوع في صناعة السينما. البيان استنكر الرقابة الخفية ودعا للوحدة لمواجهة هذه التحديات.
على هامش الاستعدادات لافتتاح الدورة الـ 78 من مهرجان كان السينمائي، أطلقت مجموعات مهتمة بصناعة السينما نداءً مهماً. مجموعة "لاب فام دو سينما" (Lab Femmes de cinéma) و"كوليكتيف 50/50" (Collectif 50/50)، بدعم من جمعيات بارزة تدافع عن الشمولية في السينما، نشرتا بياناً مشتركاً يدعوان فيه القطاع للوقوف صفاً واحداً.
الهدف المعلن هو مكافحة ما يسمونه "التراجع العالمي" أو "الانتكاسة" (backlash) ضد مبادئ التكافؤ والمساواة والتنوع في الفن السابع. يصف النص الوضع بأنه "خطير للغاية".
يقول الموقعون: "يتم استبعاد محتويات لأنها تُعتبر شديدة الشمولية، ويتم طمس روايات بحجة الحياد". ويعربون عن قلقهم من "الاختفاء التدريجي لمصطلحات مثل 'النسوية'، 'المساواة'، 'التنوع' من الخطابات العامة". هذا الاتجاه يُلاحظ بشكل خاص في الولايات المتحدة، حيث يشير البيان إلى "الهجمات على الاستثناء الثقافي الأوروبي" و"الإعلان المفاجئ عن رسوم جمركية بنسبة 100% على الأفلام المعروضة في الولايات المتحدة والمنتجة في الخارج".
الأكثر إثارة للقلق، حسب البيان، هو الصمت الذي يرافق هذا التراجع. ويستشهدون بحفل توزيع جوائز الأوسكار الأخير كمثال صارخ: "لا كلمة، لا بادرة، بل على العكس صمت باهت، بين الحرج والحذر". هذا الصمت يُفسر على أنه علامة على الاستسلام للضغوط المحافظة.
يحذر الموقعون: "نحن نواجه الآن خطر رقابة خفية، والتي رغم أنها لا تحمل هذا الاسم، إلا أنها حقيقية تماماً". وينددون باستراتيجية "تغذيها الخوارزميات، تدعمها المنصات، وتضخمها الشبكات الرجعية" التي تسعى لفرض "خيال معياري". هذه التصريحات تكتسب معنى في ضوء البيان الصحفي الأخير لمهرجان كان نفسه، والذي ذكر أنه "لأسباب تتعلق باللياقة، يُمنع التعري على السجادة الحمراء وفي أي مكان آخر بالمهرجان".
في مواجهة هذا الواقع، يطلق البيان دعوة للتعبئة الجماعية: تُدعى المجموعات والجمعيات والمؤسسات والنقابات والمهنيون من جميع التخصصات ومدارس السينما إلى "التكتل". يذكر النص بأن "التنوع خلف الكاميرا هو الشرط الأساسي لثراء قصصنا على الشاشة". ويشدد على أهمية "رفع راية سينما غنية بتنوعها ورفض رؤية سينمائية تتخلى عن قدرتها على الانفتاح".
ويرى الموقعون أن إقامة هذا الكفاح في مهرجان كان، الذي يفتتح أبوابه في 13 مايو، هو أمر مناسب تماماً. يمكن أن يكون الحدث "خطوة حاسمة لإعادة تأكيد أن السينما فن يخاطب الجميع ويُثرى بتنوعه. قطاع يرفض الانكفاء. مهنة تختار الوضوح في مواجهة الظلام".
وبينما تستعد السجادة الحمراء لاستقبال نجوم العالم، تذكر هذه التعبئة بأن الفن السابع، وراء بريق الأضواء، يظل ساحة للصراعات الأيديولوجية والمجتمعية. وستكشف الدورة الـ 78 للمهرجان ما إذا كان هذا النداء قد سمع.