هدوء في العلاقات: هل تتجه المشاعر نحو الحذر بدلاً من الشغف؟

هدوء في العلاقات: هل تتجه المشاعر نحو الحذر بدلاً من الشغف؟

في كلمات قليلة

تشير الاتجاهات الحديثة إلى تراجع الشغف في العلاقات مقابل زيادة الحذر. يفضل البعض التفاعلات العابرة والودية دون التزام، وهو ما يُعرف بـ "العلاقات النانوية". يعكس هذا التوجه رغبة في الأمان وتجنب التعقيدات العاطفية.


تشهد العلاقات الإنسانية في العصر الحديث تحولاً ملحوظاً. يبدو أن عدداً متزايداً من الأشخاص يفضلون الروابط الأقل حدة والأكثر هدوءاً، مبتعدين عن العواطف الجياشة والعلاقات العاصفة.

يتجلى هذا الاتجاه في قلة الشغف والأداء العاطفي القوي، مقابل المزيد من التحفظ والحذر في الروابط الشخصية. هل فقدنا القدرة على الحب العميق، أم أننا ببساطة أصبحنا نفضل العيش بمشاعر فاترة وتفاعلات سطحية؟

كثيرون اليوم لا يسعون وراء "الإحساس القوي" في العلاقات. بدلاً من ذلك، يجدون الراحة في التبادلات الصغيرة العابرة التي لا تحمل أي تبعات كبيرة. يمكن أن تكون هذه التفاعلات عبارة عن محادثة قصيرة في المواصلات، ابتسامة عابرة مع شخص غريب، أو تبادل النكات الخفيفة في تجمع اجتماعي – أي اتصال دافئ ولكنه سريع لا يتطلب التزاماً حقيقياً أو انخراطاً عاطفياً عميقاً.

هذا النوع من التفاعلات العابرة والودية التي لا تستلزم التزاماً كبيراً، على عكس "العلاقات الظرفية" (situationships) التي ظهرت بين جيل الشباب لوصف علاقة عاطفية غير محددة المعالم لكنها تتضمن مشاعر حميمة وتواصلاً أعمق مع شخص آخر، أصبح يعرف بمصطلح "العلاقات النانوية" (nanoships).

في حالة "العلاقات النانوية"، لا يتعلق الأمر بتحديد طبيعة العلاقة العاطفية، بل بالحفاظ على مستوى منخفض من الدفء الاجتماعي دون الدخول في مخاطر التعلق أو التعقيدات التي غالباً ما تصاحب الروابط الأعمق. إنه اتجاه يعكس الرغبة في الشعور بالأمان والراحة في المجال العاطفي.

نبذة عن المؤلف

ناتاليا - صحفية اجتماعية، تغطي قضايا الهجرة والتكيف في فرنسا. تساعد تقاريرها السكان الجدد في فهم البلاد وقوانينها بشكل أفضل.