جائزة مدام فيغارو-آرل للتصوير 2025: نظرة على 6 مصورات يثرين المشهد الفني العالمي

جائزة مدام فيغارو-آرل للتصوير 2025: نظرة على 6 مصورات يثرين المشهد الفني العالمي

في كلمات قليلة

تم الإعلان عن قائمة المرشحات الست لجائزة مدام فيغارو-آرل للتصوير 2025، وهي جائزة مرموقة تكرم المصورات ذوات الرؤى الفريدة. تشمل القائمة فنانات عالميات مثل ديانا ماركوسيان، وأتونغ أتيم، وكارولين مونيه، اللواتي تتناول أعمالهن قضايا الهجرة، الهوية، والذاكرة الجماعية، وتعرض أعمالهن في مهرجان آرل للتصوير.


أعلنت لجنة تحكيم الدورة التاسعة لجائزة مدام فيغارو-آرل للتصوير (Prix de la Photo Madame Figaro-Arles 2025) عن قائمة المرشحات الستة لعام 2025. تُكرم هذه الجائزة المرموقة سنوياً مصورة تتمتع برؤية فنية فريدة ومؤثرة، تساهم في إثراء الحوار الثقافي العالمي.

نقدم فيما يلي لمحة سريعة عن مسيرة وأعمال الفنانات الست اللواتي تم اختيارهن للتنافس على الجائزة، مع التركيز على الموضوعات التي تتناولها أعمالهن المعروضة في آرل.

أتونغ أتيم (Atong Atem): تحرير النظرة وتكريم الذاكرة

ولدت أتيم في أديس أبابا، إثيوبيا، عام 1991 لأبوين من جنوب السودان، وهاجرت إلى أستراليا عام 1997. تسعى أتيم إلى "تحرير النظرة" من خلال أعمالها التي تمزج بين الإثنولوجيا، الأساطير، التاريخ الشخصي والذاكرة الجماعية. تتميز صورها الذاتية والبورتريهات بألوانها الزاهية، وتستحضر إرث استوديوهات التصوير الأفريقية الكلاسيكية.

تعرض أتيم سلسلة "Surat" (بمعنى "لقطات" باللغة السودانية) ضمن معرض جماعي. في هذه السلسلة، تجسد أدواراً مختلفة لأفراد عائلتها وشخصيات خيالية، احتفاءً بألبومات العائلة وثقافة القصص الخيالية لدى شعب الدينكا الرعوي في جنوب السودان.

جولي جوبرت (Julie Joubert): البورتريه بين الوثائقي والفني

مصورة فرنسية ولدت في باريس عام 1989، وتخصصت في فن البورتريه، حيث تقود مشاريع طويلة الأمد ذات طابع وثائقي وفني. تركز جوبرت على أحلام الشباب وتمثيلات الذكورة في المجتمع.

في مشروعها "Patria Nostra"، تابعت جوبرت المجندين الجدد في الفيلق الأجنبي الفرنسي، من مرحلة الاختيار إلى الانتشار. تصور أعمالها هذه الوحدة العسكرية الخاصة كـ"مساحة للمحو"، حيث يتم صقل الهويات من خلال الأخوة والرجولة الصارمة.

ديانا ماركوسيان (Diana Markosian): الهجرة والحنين إلى الأصول

ولدت ديانا ماركوسيان في موسكو عام 1989، وتعد من أبرز الأسماء في التصوير الوثائقي المعاصر. تستكشف صورها الثابتة والمتحركة مفاهيم الهجرة، النسب، والحنين، وتعمل على إحياء ذكرى الأماكن والأحباء، وقد نشرت أعمالها في كبرى المجلات العالمية مثل "فانيتي فير" و"فوغ".

تعرض ماركوسيان مشروع "الأب" (Père)، الذي يروي قصة غياب والدها. بعد عشرين عاماً من مغادرتها المفاجئة لروسيا إلى كاليفورنيا، تلتقي بوالدها في أرمينيا وتحاول سد الفراغ الذي خلفه الانفصال القسري، في عمل ذاتي الصبغة ولكنه ذو صدى عالمي.

كارولين مونيه (Caroline Monnet): تحدي السرديات الاستعمارية

ولدت مونيه في أوتاوا عام 1985، وتعود جذورها إلى شعب أنيشينابي الأصليين والبريتونيين. تستخدم مونيه تقنيات مختلطة لإنشاء روايات دقيقة تتحدى المفاهيم الاستعمارية والأبوية لتاريخ الفن والإنسانية. تستكشف منحوتاتها وصورها هويتها المعقدة كفرد من شعب نازح.

في عملها "أصداء مستقبل قريب" (Échos d’un futur proche)، تجمع مونيه ثلاثة أجيال من نساء السكان الأصليين. يرتدين أزياء تقليدية ومستقبلية، ويجسدن بفخر مستقبل الأمم الأولى، متحديات النظرة التي لا تزال تهمشهن، ومقدمات نموذجاً ثقافياً بديلاً.

لويز موترل (Louise Mutrel): الثقافات المضادة في اليابان

ولدت موترل في ستراسبورغ عام 1992، وتأثر عملها بشدة بإقامتها في اليابان. تتميز صورها بأسلوب رسومي يمزج بين الصور الشعبية وتقنيات الطباعة.

منذ عام 2019، تتابع موترل أبحاثها حول الثقافات المضادة للسيارات في اليابان. تعرض موترل سلسلة "Only You Can Complete Me" التي تركز على تفاصيل شاحنات "ديكوتورا" (Dekotora) المزينة بشكل مفرط بالكروم والنيون، وتلتقط فوضى التجمعات السرية حيث يمارس الجميع بحرية عبادة الآلة.

سوزانا بوستايوفا (Zuzana Pustaiová): تفكيك القوالب النمطية

مصورة سلوفاكية (مواليد 1990) تستخدم صورها لتسليط الضوء على الأدوار الاجتماعية والقوالب النمطية المتعلقة بالجنس والعمر ومعايير الجمال، معتبرة إياها علامات ثقافية تشترط سلوكياتنا.

في مشروعها "تقرير السلامة" (Rapport de sécurité)، تحقق بوستايوفا في أكبر محطة نووية في سلوفاكيا. تستخدم المصورة هذا الموقع كذريعة لتفكيك الخطابات الرسمية حول السلامة، وتدمج صورها مع المونتاجات الضوئية، معبرة عن شكوكها تجاه المعلومات المضللة التي تروج لها السلطات ووسائل الإعلام.

نبذة عن المؤلف

فيكتور - محلل سياسي ذو خبرة طويلة في وسائل الإعلام الأمريكية. تساعد مقالاته التحليلية القراء على فهم تعقيدات النظام السياسي الأمريكي.