تثير موجات الحر الشديدة التي تضرب المنطقة كل صيف جدلاً واسعاً في عالم الموضة والأزياء، لا سيما حول مسألة ارتداء الجوارب مع الأحذية المغلقة. هذا التوليفة، التي تُعد ضرورية في الشتاء للحماية من البرد، تتحول إلى نقطة خلاف حادة بمجرد ارتفاع درجات الحرارة إلى مستويات قياسية.

ينقسم الخبراء والمتابعون بين فريق يرى أن الجوارب هي الحل الأمثل لتجنب المشاكل الصحية والجمالية، وفريق آخر يرفضها تماماً لاعتبارات تتعلق بالأناقة وتهوية القدم.

الرأي المؤيد: الجوارب ضرورة صحية وجمالية

يؤكد الصحفي المتخصص في الموضة، أوغستين بوغرو، صعوبة تخيل ارتداء الأحذية المغلقة دون جوارب. ويشير إلى أن ارتفاع الحرارة يؤدي إلى تورم القدمين، مما يسبب إحساساً مزعجاً وظهور بثور مؤلمة (الدمامل). والأهم من ذلك هو مشكلة التعرق، التي تؤدي إلى انبعاث روائح كريهة وأصوات احتكاك محرجة داخل الحذاء.

ويقول بوغرو: «ارتداء الجوارب يجنبنا الكثير من المتاعب. يمكن اعتماد أحذية الموكاسين أو الباليرينا دون القلق بشأن هذه المشاكل، مع إضافة لمسة أنيقة للمظهر. في الواقع، أرى أن هذا الموضوع يتعلق بالفطرة السليمة: لماذا نعرض أقدامنا لمثل هذه المشاكل في الأحذية الجلدية المغلقة بينما يمكننا ببساطة اختيار الأحذية المفتوحة؟» ويضيف أن هذا المظهر، حتى في درجات الحرارة العالية، يمنح إطلالة عصرية ومريحة، كما أثبتت مؤثرة الموضة الشهيرة إيما تشامبرلين.

الرأي المعارض: الأناقة والتهوية أولاً

في المقابل، تعارض الصحفية فالنتين هالي دي فونتين بشدة هذا المزيج. ورغم عشقها لأحذية الموكاسين الصيفية، التي تعتبرها قطعة خالدة تضفي أناقة على أي زي، إلا أنها ترفض إضافة الجوارب، خاصة إذا كانت مرئية.

وتوضح دي فونتين: «إضافة الجوارب، خاصة الواضحة منها، تزيد من ثقل المظهر العام، وتذكرني بالزي المدرسي القديم. ومن الناحية العملية، لا أطيق انزلاق الجوارب المستمر داخل حذائي الجلدي أثناء الحركة، وهو إحساس مزعج يفسد راحة الحذاء بالكامل».

وتشدد على أن ارتداء الجوارب عندما تتجاوز الحرارة 35 درجة مئوية يمنع القدمين من التنفس، مما يتعارض مع المفهوم الأساسي للحذاء الصيفي وهو توفير التهوية. وتختتم بالقول إن الروح الخفيفة للحذاء الصيفي تكفي بحد ذاتها، ولا تحتاج إلى إضافات، إلا في حالة واحدة: ارتداء زوج جديد لتجنب الاحتكاك المباشر.