
في كلمات قليلة
كشف جورج فينيش، النائب والقاضي الفرنسي السابق، عن مشاعره تجاه الوفاة المأساوية لشريكته هيرمين دي كليرمون-تونير في حادث دراجة نارية عام 2020. وخلال تقديمه لكتابه الجديد «هيرمين»، أصر فينيش على أن الحادث لم يكن عادياً، مشيراً إلى أنه كان نتيجة لظروف غير متوقعة في يوم احتفالهم بانتهاء الإغلاق، كما تطرق إلى مفهوم القدر (المكتوب) في علاقتهما.
في تصريحات مؤثرة، كشف النائب والقاضي الفرنسي السابق جورج فينيش عن تفاصيل جديدة ومؤلمة تتعلق بالوفاة المأساوية لشريكته، شخصية المجتمع الباريسية الشهيرة، هيرمين دي كليرمون-تونير، التي فارقت الحياة في يوليو 2020 إثر حادث دراجة نارية خطير. جاء ذلك خلال استضافته في برنامج «Le Buzz TV»، حيث قدم كتابه الجديد «هيرمين»، واصفاً إياه بأنه «حوار» مستمر معها.
يقول فينيش، البالغ من العمر 70 عاماً: «علاقتنا انقطعت بشكل مفاجئ للغاية لدرجة أنني بقيت عاجزاً عن الكلام». وأوضح أنه احتاج وقتاً طويلاً ليقرر «مواصلة هذا الحوار بطريقة مختلفة». الكتاب عبارة عن سرد روائي يتضمن قصائد كتبتها هيرمين له، مؤكداً أنه لم يغير فيها شيئاً. وأشار إلى أن تبادل القصائد كان جزءاً من طبيعة علاقتهما، حيث كانا يتخاطبان بالصيغة الرسمية حتى النهاية. وأضاف: «أردت أن أشارك هذه اللحظات الأخيرة التي عشناها معاً. لم يكن الأمر سهلاً».
تحدث فينيش بعمق عن شريكته الراحلة: «لم تكن من هذا العالم. كنا نعيش معها في عالم آخر. كانت تسمو بكل شيء، وتشع نوراً وتألقاً». وتذكر لقاءهما الأول في «دار الكافيار»، مشيراً إلى أنه تساءل كثيراً عن مسألة الصدفة والقدر، مستخدماً التعبير العربي «مكتوب» (Mektoub) الذي يعني «ما كتبه الله» أو «القدر».
عندما رأيت مدى خطورة حالتها، أدركت الأمر على الفور.
في سياق حديثه عن المأساة، أصر جورج فينيش على صعوبة وصف ما حدث بأنه «حادث دراجة نارية». وقال بلهجة حاسمة: «لم يكن حادثاً. أنت تقول حادث عندما أكون أقود سيارتي وأتعرض لحادث على الطريق، نعم، لكن هي لم يكن من المفترض أن تقود في ذلك اليوم. كنا مجتمعين مع نحو اثني عشر صديقاً للاحتفال بانتهاء الإغلاق».
يتذكر فينيش أنه بعد وداع الأصدقاء، ذهب لاستعادة سيارته ورأى شريكته تنطلق فجأة بدراجتها النارية. طمأنه صديقه بأنها ستعود، لكن بعد دقائق قليلة، تلقى مكالمة تخبره بوقوع الحادث. وعند وصوله، كانت هيرمين ملفوفة بالفعل في نقالة. تمكن من تقبيلها قبل أن تنقلها مروحية كانت تمر بالصدفة إلى مستشفى كريملين-بيسيتر، حيث كانت بالفعل في غيبوبة عميقة. وأكد فينيش: «عندما رأيت مدى خطورة حالتها، أدركت الأمر على الفور. تحدثت مع طبيب الأعصاب الذي فحصها، وكانت توقعاته قاتمة منذ الليلة الأولى».
ويعتقد فينيش أن هيرمين كانت سترغب في أن يكتب «هيرمين». وأشار إلى أن وسيطة روحانية أكدت له ذلك: «إنها تريد منك أن تنشر هذا الكتاب... أريد أن أصدق ذلك. دعوني أحلم». واختتم حديثه بالتأكيد على أن الكتاب هو قبل كل شيء تكريم ورسالة حب كتبها لها ولأطفالها ولكل من أحبها، ولكنه في المقام الأول «تحية إجلال» لذكراها.
كما تطرق فينيش خلال المقابلة إلى مسيرته الإعلامية في قناة CNews، حيث يشارك كمحلل، وانتقد بشدة قرار إغلاق قناة C8 في فبراير الماضي، واصفاً إياه بـ «الفضيحة الديمقراطية الحقيقية» و«مصادرة لسلطة الشعب» من قبل مؤسسات غير منتخبة.