
في كلمات قليلة
قدم المخرج الفرنسي سيدريك كلابيش فيلمه الجديد "القدوم من المستقبل" (La Venue de l’avenir) في مهرجان كان. يتناول الفيلم قصة مؤثرة تربط بين باريس في عامي 1895 و 2025، مستكشفاً التغيرات والآمال عبر الزمن.
شهد مهرجان كان السينمائي عرض الفيلم الجديد للمخرج الفرنسي الشهير سيدريك كلابيش، والذي يحمل عنوان «القدوم من المستقبل» (La Venue de l’avenir). يمثل هذا الفيلم خطوة جديدة مهمة في مسيرة كلابيش، فهو أول عمل له يتضمن أزياء تاريخية، ويبدو أنها المشاركة الأولى لفيلم له في البرنامج الرسمي للمهرجان.
يقدم الفيلم لوحة فنية مؤثرة تتنقل بين حقبتين زمنيتين مختلفتين: أواخر القرن التاسع عشر (عام 1895) والمستقبل القريب (عام 2025). يعيد المخرج ببراعة خلق أجواء باريس في مفترق الطرق التاريخي، حيث يصور لحظة سحر حقيقية تمثلت في توصيل الكهرباء إلى شارع الأوبرا. مشاهد المارة المبهورين وهم يرون خطاً أبيض من الضوء يضيء شوارع المدينة المليئة بأضواء الفوانيس الغازية المتلألئة، تستحضر نفس الدهشة التي نشعر بها اليوم تجاه الإنجازات التكنولوجية الحديثة.
بأسلوبه المميز الذي يجمع بين الفرح والدهشة الطفولية تقريباً، يجعل كلابيش قصته خالدة وعابرة للزمن. وعلى الرغم من وجود بعض الجوانب التي قد تبدو غير متوازنة أو تحتوي على كليشيهات، إلا أن الفيلم يفيض بالكرم والحيوية التي تجذب المشاهد وتشده إليها.
فيلم «القدوم من المستقبل» هو عمل فني يستكشف العلاقة بين الأزمنة، فكرة التقدم، والقدرة الإنسانية الدائمة على الانبهار. لقد شكل الفيلم حدثاً بارزاً في المهرجان، مقدماً رؤية جديدة لمدينة باريس وسكانها عبر عدسة الماضي والمستقبل.