
في كلمات قليلة
نظرة على أبرز الأحداث الثقافية لهذا الأسبوع، بما في ذلك فيلم "أميلي والميتافيزيقا الأنبوبية" المستوحى من سيرة الكاتبة أميلي نوثومب، عودة فرقة ستيريولاب بألبوم جديد، ورواية "العازفة الماهرة" التي تسلط الضوء على قصة آنا ماريا، تلميذة فيفالدي الموهوبة التي طواها النسيان.
تقدم الساحة الثقافية هذا الأسبوع مزيجاً فريداً من الإبداعات، يجمع بين السينما المتحركة المستوحاة من سيرة ذاتية، والعودة المنتظرة لفرقة موسيقية مؤثرة، ورواية تاريخية تتناول قضايا معاصرة حول الإبداع النسائي المنسي.
"أميلي والميتافيزيقا الأنبوبية": رواية أميلي نوثومب تتحول إلى فيلم
عبرت الكاتبة البلجيكية أميلي نوثومب عن "الدهشة، الحنين، الفرح، والامتنان" بعد مشاهدة فيلم الرسوم المتحركة "أميلي والميتافيزيقا الأنبوبية" (Amélie et la métaphysique des tubes). هذا الفيلم مقتبس من روايتها التاسعة التي تركز على السنوات الثلاث الأولى من حياتها في اليابان. وُلدت نوثومب في بروكسل، لكنها تفتحت على العالم في جبال كانساي اليابانية، بعد أن كانت تُعتبر "أنبوباً هضمياً خاملاً" خلال الثلاثين شهراً الأولى من عمرها، قبل أن تستيقظ بمعجزة خلال زيارة جدتها.
يرافق الفيلم الطفلة في اكتشافها للطبيعة والتقاليد اليابانية، بالإضافة إلى مواضيع الفقد والصدمات المرتبطة بالحرب العالمية الثانية في أرض الشمس المشرقة. هذا العمل الفني، الذي تم اختياره للعرض الخاص في مهرجان كان، يعيد سرد قصة هذه الطفلة الفيلسوفة بفكاهة وحنان مؤثرين للجمهور البالغ. يتميز الإخراج الفني بجمالية الواقعية الشعرية، مقدماً إطاراً رائعاً لتأمل عميق ومبهج في مواضيع الذاكرة ونقل المعرفة.
ستيريولاب: عودة إلى الأضواء
بعد إغلاق أبوابها لأكثر من خمسة عشر عاماً، عادت فرقة البوب "ستيريولاب" (Stereolab)، التي ظهرت في أوائل التسعينيات، إلى الساحة في عام 2018 بحفلات أكدت شعبيتها الدولية الهائلة. بمرور الوقت وتغير الأجيال، أصبحت موسيقاهم، بمزيجها الفني والبوبي، الخلفية الصوتية لمقاهي العصر الحديث والأفلام الفنية النيويوركية.
ألبومهم الجديد "Instant Holograms on Metal Film" يُعد بلا شك واحداً من أفضل أعمالهم منذ الألبوم الأيقوني "Dots and Loops" (1997). تتميز الفرقة بقدرتها على التوفيق بين موسيقى البوب الجذابة والكلمات التي تعلق على العالم من منظور ماركسي. هذا المزيج يعمل ببراعة، حيث تنقلنا مقطوعات مثل "Melodie is a Wound" إلى عالم خيالي يدعو للرقص، بينما تعبر في الوقت ذاته عن أفكار تقدمية تتناغم مع قضايا العصر، بما في ذلك نقد الشمولية. إنها عودة تكشف عن رؤية فنية سباقة.
"العازفة الماهرة": رواية عن تلميذة فيفالدي
تتناول رواية "العازفة الماهرة" (La Virtuose) للكاتبة هارييت كونستابل قضايا معاصرة، أبرزها عدم المساواة بين الجنسين، ضمن إطار تاريخي مشرق. تدور أحداث الرواية في البندقية أوائل القرن الثامن عشر، وتحديداً في "أوسبيدالي ديلا بييتا"، وهي مؤسسة دينية اشتهرت بتعليمها الموسيقي للفتيات اليتيمات.
هناك، تصبح آنا ماريا عازفة كمان ممتازة والتلميذة المفضلة لأنطونيو فيفالدي. مدفوعة بطموح غير عادي، تساعد معلمها في أعماله الموسيقية دون أن تجرؤ على الاعتراف بأنها تؤلف الموسيقى سراً. آنا ماريا هي شخصية حقيقية، اعتُبرت من أعظم عازفات الكمان في عصرها، لكن لم يصلنا أي عمل موقع باسمها. تستكشف الرواية هذا الغموض وطبيعة علاقتها بالملحن الشهير، الذي كان يستغل عمل تلميذاته دون منحهن الفضل. إنها محاولة لتجسيد قوة الموسيقى بالكلمات، ورواية مؤثرة عن سيطرة المعلم على تلميذته، وتسليط الضوء على عدد المبدعات اللاتي أنساهن التاريخ.