
في كلمات قليلة
أصبحت قصيدة "بوتس" الكلاسيكية لروديارد كيبلينغ، التي ظهرت في إعلان فيلم "28 عامًا لاحقًا"، تريندًا عالميًا على "تيك توك"، حيث تستخدمها النساء للتعبير عن الخوف اليومي والمضايقات التي يتعرضن لها في الأماكن العامة، مشبهات هذا الخوف برعب أفلام الزومبي.
شهدت قصيدة "بوتس" (Boots) للشاعر البريطاني الشهير روديارد كيبلينغ، مؤلف "كتاب الأدغال"، عودة غير متوقعة إلى الواجهة لتصبح ظاهرة واسعة الانتشار على منصة "تيك توك". فبعد مرور أكثر من قرن على نشرها لأول مرة في عام 1903، تستخدم النساء حول العالم هذا العمل الأدبي للتعبير عن شعورهن بانعدام الأمان والتعرض للمضايقات في الأماكن العامة.
جاء الاهتمام المفاجئ بالقصيدة بعد استخدام تسجيل صوتي لها، يعود إلى عام 1915 بصوت تايلور هولمز، كخلفية موسيقية لمقطع دعائي لفيلم الرعب المرتقب "28 عامًا لاحقًا" للمخرج داني بويل. الإيقاع الرتيب والمثير للقلق للقصيدة يضفي جوًا خانقًا يتناسب تمامًا مع أجواء أفلام نهاية العالم.
وكان المخرج بويل قد أشار سابقًا إلى أن هذا التسجيل الصوتي له تأثير نفسي قوي لدرجة أنه يُشاع استخدامه كتقنية تعذيب نفسي في بعض الأوساط العسكرية، حيث يتم تشغيله بشكل متكرر ومستمر على الجنود المحتجزين.
لكن مستخدمات "تيك توك" تبنين هذا المقطع الصوتي لإضفاء بُعد اجتماعي عليه. إذ يقمن بتصوير مواقف يومية يتعرضن فيها لمواقف محرجة أو مخيفة في الشوارع أو وسائل النقل العام، مثل التحديق المزعج، أو محاولات التصوير، أو لفت الانتباه بإصرار من قبل بعض الرجال.
غالبًا ما تركز مقاطع الفيديو هذه على مقطع محدد من القصيدة، وهو العبارة المتكررة التي أصبحت شعارًا للتريند: "Men - men - men - men - men" (رجال، رجال، رجال، رجال، رجال). هذا التكرار يرمز إلى الاستمرارية والإرهاق اليومي الذي تشعر به النساء.
الظاهرة الجديدة على "تيك توك" ترسم خطًا موازيًا بين الرعب الخيالي الذي تقدمه أفلام الزومبي والخوف الحقيقي الذي تعيشه ملايين النساء يوميًا عند تواجدهن بمفردهن في الأماكن العامة. وبهذا، تحولت قصيدة كلاسيكية إلى أداة قوية للتوعية بقضية اجتماعية ملحة.